الانتخابات الرئاسية والروح الجديدة
ساعات معدودة وتنطلق عمليات التصويت للانتخابات الرئاسية 2021، حيث سيختار السوريون رئيساً لهم لمدة سبع سنوات قادمة من بين ثلاثة مرشحين لهذا المنصب.
المتابع لمجريات الأحداث والظروف التي تمر بها سورية منذ أكثر من عشرة أعوام من بدء الحرب الكونية عليها، يجد أنه في انتخابات هذا العام تجلت روح جديدة نجدها اليوم لدى أبناء الشعب السوري بكل فئاته ومناطق تواجده.
ما نراه اليوم من تجمعات شعبية واسعة دعماً للاستحقاق الدستوري، ما هو إلا تأكيد على هذه الروح الجديدة المتجددة لهذا الشعب الناهض من تحت جمر الحرب، تلك الروح التي تحمل كل معاني الإصرار والعزيمة للاستمرار في التحدي ومقارعة الأعداء والمتآمرين وصولاً للتحرير الكامل لكل شبر من الأرض السورية من براثن المحتلين وأدواتهم، كما تحمل الإصرار على النهوض وإعادة إعمار ما خربته الحرب الإرهابية.
ما شهدته العديد من السفارات السورية في العواصم العربية والعالمية من إقبال واسع على المشاركة في الانتخابات التي جرت في العشرين من الشهر الجاري، هو أيضاً تعبير واضح عن هذه الروح الجديدة للسوريين المقيمين في الخارج. فقد أفصحت تلك المشاركات عن حب السوريين لوطنهم وانتمائهم له، كما دحضت في الوقت ذاته ما يشيعه الغرب وبعض عواصم التآمر العربي، حول السوريين في الخارج.
في هذا السياق لا بد من الإشارة إلى الاعتداءات التي قامت بها زمرة من أعداء سورية من اللبنانيين ذوي الهوى الغربي, على الناخبين السوريين المتوجهين إلى سفارتنا في بيروت لاختيار رئيس البلاد، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء الناخبين من متابعة طريقهم إلى السفارة والإدلاء بأصواتهم رغم ما نالهم من جراح وأذى جسدي نتيجة لتلك الاعتداءات، وهذا ما يؤكد على روح الإصرار لديهم لممارسة حقهم في اختيار من يقود سورية إلى بر الأمان.
جراح الحرب وندوبها، والحصار الاقتصادي الجائر، لم يمنعا الشعب السوري في كل مدن ومناطق الوطن من الشمال حتى الجنوب، ومن الشرق حتى الغرب، من الاندفاع للمشاركة في التجمعات الشعبية المحتفية بالاستحقاق الدستوري القادم وإبداء حماستهم لممارسة حقهم الانتخابي في اختيار مرشحهم الأنسب الذي سيقود البلاد إلى بر الأمان ويعيدها إلى ما كانت عليه قبل الحرب، بل وأفضل.