انتظروا إعجاز السوريين
“لقد أثبتم أنكم عبر تاريخكم شعب لا يخاف التحدي، بل يهواه.. كائناً من كان المتحدي..”.
هذا ما قاله الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم 2014، فهل أبلغ وأجزل وأصدق وأوضح من شهادة قائدكم أيها السوريون، وهو الذي صبر صبركم، وخبر وفاءكم، وآمن عهدكم، وقدر تضحياتكم في أحلك الظروف وأشرس الأزمات؟.
هل شهد التاريخ أقسى وأشرس مما تعرضت له سورية، مؤسسات وشعباً، منذ ما يزيد على عشر سنوات وما تزال على يد أكثر من 180 دولة، حتى استحقت أن تكون تسميتها بحرب كونية على الدولة السورية.. واستحقت سورية أن تكنى بقلعة العالم وعمود بيته.. إن قامت يقوم العالم.. وإن سقطت يسقط العالم.. فأبت إلا أن يقف العالم.
لقد كان لـ20 من أيار الجاري 2021 موعد الانتخابات الرئاسية في الخارج طعم آخر، خاصة في لبنان، فهذا التاريخ ليس كما قبله.. فالانتخابات الرئاسية قد أصبحت تاريخاً في سورية يؤسس لما بعده على الروزنامة العالمية.
إذا قلنا كان طوفاناً لا نبالغ.. وإذا قلنا كان تسونامي لا نبالغ.. وإذا قلنا كان زلزالاً لا نبالغ.. هذا كله رد السوريين وهم يتوافدون من كل حدب وصوب ومع خيوط الفجر الأولى إلى مراكز الاقتراع وهذا خير دليل على وفاء السوريين لوطنهم الأم أينما حلوا.
لقد كانت مشاهد الناخبين السوريين مفرحة للعين ومثلجة للصدر رغم معرفتنا بها وثقتنا بوفاء أهلنا أينما كانوا مسبقاً بأنها ستكون كما شاهدناها.. كرنفالاً وعرساً وتظاهرة أعيت وقاحة وزعرنة البعض وتحدت حواجز الأحزاب الطيارة..
غصّت الطرقات والشوارع والجسور والساحات في لبنان بحشود السوريين المتدفقة إلى مركز الانتخابات في السفارة السورية في بيروت.
محاولات يائسة لبعض الدول “شيطنة الانتخابات” أو التشكيك في شرعيتها ومحاولات عرقلتها أو تفشيلها أو التشويش عليها أو تعطيلها أو مضايقة الناخبين أو المشاغبات الإعلامية وتلفيق الأكاذيب والدعايات المصنّعة في استديوهاتهم.. واجتراح أسباب أو خلق وسائل للتشويش عبر خلق أزمات خدمية داخلية مفتعلة.
بل ذهب البعض إلى ادعاءات كاذبة من عيار “أن الدولة السورية لا تريد للسوريين في الخارج خوض الانتخابات الرئاسية”، والبعض قال إن الدولة السورية أجبرت المواطنين على الانتخاب القسري؟.. فهذه الحشود التسونامية من يجبرها؟ وهذا الطوفان الجارف من يلزمه؟.. وهم لاجئون في بلدان أخرى.. فمن يجبر شيخاً تسعينياً قطع مشياً على الأقدام عشرات الكيلومترات في عز الظهيرة على للانتخاب، ومن يجبر سيدة يقارب عمرها 100 عام وقد خرجت من ساعات الفجر واستراحت عشرات المرات في الطريق قبل أن تصل إلى مركز السفارة السورية في بيروت؟.
لقد تعمد “زعران سياسة” موتورون حرق علم الجمهورية العربية السورية.. والبعض الآخر من هؤلاء أدمى السوريين قبل الوصول إلى مراكز الاقتراع.. وفريق من هؤلاء حطم الحافلات التي تقلّ السوريين ليمارسوا حقهم السيادي في سفارة بلادهم، والبعض قطع الطرق وأغلق مداخل الساحات وسد الجسور المؤدية إلى السفارة السورية في بث حي ومباشر!.. والبعض وعد العمال اللاجئين السوريين “بهدايا وعطايا”.. فيما هددهم آخرون بالطرد وتسفيرهم قسراً إذا انتخبوا.. وحرق مخيّماتهم، والبعض أقام مخيمات جديدة لإغرائهم.. كل هذا لم يجد آذاناً مصغية لدى أبناء الوطن في لبنان، فزحفوا إلى السفارة السورية ومارسوا حقهم في الانتخابات بكل حرية وديمقراطية، وهذا سر السوريين وإعجازهم، كان حبّهم لوطنهم أغلى من كل الإغراءات، بل لم يجاملوا الدول التي يقيمون فيها، وكانوا أكثر جرأة وأكثر وضوحاً وإيماناً بوطنهم وقائدهم.
لكن السؤال: هل السفارات الغربية والأقمار الصناعية الغربية واستخباراتها على الأرض رصدت صور السوريين من عواصم العالم وهم يدونون صفحة جديدة من التاريخ بحروف من ذهب؟ هل رصدوا طوفان بيروت النابع من الحرص والانتماء وحب السوريين لوطنهم رغم محاولات دول كثيرة وزعران الأحزاب إفشال عرس السوريين؟.
نحن على يقين أن صور النشامى السوريين الغيارى تسيدت الأقمار الصناعية وتقارير السفارات والاستخبارات الغربية السرية ووسائل الإعلام الغربية.. وتصدرت عناوينهم وصدر صفحات كبرى صحفها باستغراب وإعجازية هذا الشعب العصي على الشراء والبيع والترويض.
هل هناك شك بعد عند الدول الغربية وعند بعض المشيخات والممالك والأحزاب الطائفية القزمة بعد هذه الصور؟.. وهل أيقن الغرب أن كل الذي عملوا عليه منذ عشر سنوات من تدمير ونهب وسرقة واحتلال وخلق أزمات خدمية مفتعلة أو تشديد الحصار والعقوبات القسرية أحادية الجانب غير الشرعية لإبعاد السوريين على قيادتهم من جهة ومن جهة أخرى لمعاقبتهم على وفائهم لوطنهم وقائدهم قد فشلت؟ لقد سقطت كل رهاناتهم في يوم انتخابات الخارج.. فكيف ستكون الصورة وردة فعل هؤلاء على انتخابات السوريين في القرى والبلدات والمدن في داخل الوطن الصابر الصامد الوفي للعهد بعد أيام قليلة..؟
انتظروا إعجاز السوريين في 26 أيار الجاري، وستبتلعون ألسنتكم بالتأكيد..