التغيرات المناخية والزراعة الحافظة في ورشة عمل

أثر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي والتكيف معها كانت موضوع ورشة العمل التي أقامتها وزارة الزراعة بالتعاون مع “أكساد” اليوم في محافظة حماة ..
واستعرض خلالها وزير الزراعة التغيرات المناخية وأثرها على الإنتاج الزراعي والحلول للتكيف معها لتخفيف أثرها على الإنتاج والفلاح واستثمار كافة الموارد لتحقيق الاستقرار الإنتاجي والغذائي.
مؤكداً أن الهدف من الورشة تسليط الضوء على التغيرات المناخية والجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي حدثت هذا العام وتأثر الإنتاج الزراعي بشكل كبير ولاسيما المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية من القمح والشعير وخاصة المساحات البعل وأيضاً الأشجار المثمرة والمناطق الحراجية التي تعتمد على الأمطار بشكل رئيسي في زراعتها ونموها وحياتها. مبيناً أن معدلات هطل الأمطار هذا العام كانت منخفضة جداً على كامل الأراضي، موضحاً أنه تم اليوم عرض إحدى التجارب التي نفذت من قبل هيئة البحوث الزراعية بالتعاون مع “أكساد” لاستخدام الزراعة الحافظة كإحدى وسائل مواجهة هذه التغيرات المناخية، وأن لدى الوزارة أكثر من 20 عاملاً يمكن أن تتدخل بها لتخفيف أثر هذه التغيرات، وأن المشكلة ليست بفقد الإنتاج فقط وتأثر الفلاحين لأن الفلاحين عندما يفقدون إنتاجهم يفقدون أمنهم الغذائي وإمكانية الزراعة في العام القادم لعدم امتلاكهم موارد مالية لتأمين المستلزمات، وبالتالي أصبح لابد من إيجاد مؤسسات تمويل زراعي وتغيير أساليب التمويل المتبعة حالياً في المصرف الزراعي التعاوني لتمكين الفلاحين من الزراعة علينا وضع مشروع وطني متكامل لتطبيق تقنيات الري الحديث بشكل أوسع.
من جهته أكد مدير عام “اكساد” أن هذه الورشة تهدف إلى توحيد وتنسيق الجهود الوطنية للتعامل مع قضايا تغير المناخ والتكيف معها، وتجاوز آثارها، وزيادة المرونة للتصدي المتكامل لها، ودعوة كافة الوزارات والمؤسسات الوطنية والمنظمات المعنية للمشاركة وتضافر الجهود في مواجهة الآثار السلبية التي تفرضها التغيرات المناخية وموجات الجفاف التي تتعرض لها البلاد، والتباحث لإيجاد الحلول المناسبة للتكيف معها، واختيار محافظة حماة لانعقادها باعتبارها تمثل الظروف المناخية والطبيعية للمنطقة الوسطى من سورية، والمهد الأوسع لزراعة وإنتاج المحاصيل الزراعية الرئيسية.
وأوضح أن منطقتنا العربية تعاني من قلة الأمطار وشح مواردها المائية، لذلك أكدت الاستراتيجية العربية للأمن المائي في المنطقة العربية، لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة (2010-2030)، والذي عمل “أكساد” على وضع خطتها التنفيذية وتطبيقها، وعلى أهمية موضوع التغيرات المناخية، وقال انطلاقاً من ذلك أولينا خلال السنوات العشر الماضية أهمية متقدمة لموضوع التغيرات المناخية، والتكيف مع آثارها، فنفذنا العديد من المشاريع والدراسات في هذا المجال، كان أهمها مشروع دراسة التغيرات المناخية في المنطقة العربية.
وقام عدد من الخبراء والباحثين في “أكساد” بتسليط الضوء على التغيرات المناخية التي تأثرت بها سورية والممارسات الزراعية الجيدة التي تقوم بها وزارة الزراعة في سورية للتكيف مع هذه التغيرات وهي الزراعة الحافظة واستنباط الأصناف المقاومة للجفاف والأسمدة الحيوية ومحسنات التربة (الهدروجيل، الزيوليت، المواد العضوية) والتسميد الأخضر والزراعة العضوية والمياه غير التقليدية وحصاد مياه الأمطار واستعمال المقنن المائي والري الحديث والإنذار المبكر للجفاف والزراعة الذكية مناخيا.
كما سلطوا الضوء على البرامج المشتركة بين أكساد وهيئة البحوث الزراعية في مجالات التكيف مع التغيرات المناخية.
وتأتي أهمية الورشة وضرورتها بعد تعرض القطاع الزراعي في سورية هذا العام إلى ظروف استثنائية نتيجة للتغيرات المناخية التي تأثرت بها البلاد أدت إلى تدني إنتاجية الأراضي وتناقص الغلة بسبب الإجهاد الحراري وتضمنت فعاليات الورشة زيارة حقلية إلى منطقة الغاب، للاطلاع على حقول الزراعة الحافظة للقمح والحمص التي ينفذها “أكساد” بالتعاون مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ومشاهدة النتائج الإيجابية التي تحققت من تطبيق هذا النظام الزراعي، ودوره الفعال في التكيف مع التغيرات المناخية بالإضافة إلى الفوائد الأخرى البيئية والاقتصادية والعمل على وضع خريطة غرضية مكانية للأراضي الزراعية تبين المناطق الأفضل للتوسع بتطبيق هذا النظام الزراعي الهام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار