استحقاق وطني بنكهة العرس
أيام قليلة تفصلنا عن استحقاق وطني غالٍ على قلوبنا جميعاً يتمثل في الانتخابات الرئاسية للجمهورية العربية السورية, والتي ينتظرها السوريون بشرائحهم وانتماءاتهم جميعها بفارغ الصبر ليعبروا عن مدى التزامهم وحبهم لهذا الوطن, وليؤكدوا صدق إيمانهم بأنهم أبناؤه البررة وجنوده الشجعان الذين يقدمون كل غالٍ ونفيس في سبيل رفعته وسيادته وسلامته، وأنهم حاضرون دائماً في بنائه وتقدّمه كما كانوا حاضرين في ميادين الذود عن حياضه, وضرورة حمايته من شياطين الكفر والإرهاب والغدر، ولطالما كانت سيادة الوطن واستقلال إرادته وقراره هي العناوين المقدسة لمحصلة الجهود التي تبذل من قبل أبنائه كلّهم ليبقى سيداً حراً كريماً، فمن الواجب أن نكون جاهزين وحاضرين لاستقبال هذا الاستحقاق الذي يمثل موقع الرئاسة كرمز كبير وغالٍ من رموز هذا الوطن لأن المشاركة في هذه الانتخابات هي التعبير الحقيقي عن صدق الانتماء لكلٍ منا, وهي لحظة الحقيقة التي يبنى عليها مستقبل الوطن، وهنا يأتي دور العقل والضمير والوطنية في الاختيار الأفضل والمناسب لمتابعة مسيرة الأمان والتقدم والحضارة اعتماداً على المواقف الوطنية السابقة, ومصداقية القول والعمل المخلص في سبيل إبقاء الوطن شامخاً وموحداً ومنتصراً وحاضراً من خلال تعزيز دور المؤسسات الدستورية والتشريعية والقضائية والتشجيع على الثقافة المؤسساتية في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والخدمية والثقافية جميعها، نتمنّى أن يشكل هذا العرس الوطني الكبير باختيار المرشح المناسب لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية الفرصة الحقيقية لإثبات وطنيتنا الصحيحة والتزامنا بمنهج الحق والسيادة والديمقراطية, وأن نكون على قدر المسؤولية وصحوة الضمير المطلوبة في هذا الوقت لأن مستقبل بلدنا الحبيب مرهون بصدق النوايا وقوة الإيمان والفعل الإيجابي وضرورة إيثار الوطن على مصالحنا الآنية، وسيكون يوم السادس والعشرين من أيار الحالي الشاهد على ترجمة تلك المشاعر والأحاسيس الوطنية الصادقة, والتي سيكتبها التاريخ بأحرف من نور لأنها ستؤسس لمستقبل حضاري قادم ودولة قوية وعظيمة اسمها سورية.