هيهات يذهبُ سعيُ المُحسنين سُدى

التعاون وليد الوعي ، والوعي وليد الشعور السامي بعظمة المحبة، وتلك هبةٌ من الله ونعمةٌ يُنعم بها على من يشاء من ذوي الحظ العظيم، من أجل هذا ذهب بعضهم إلى اعتبار التعاضد أهمَ الأعتدة التي تحقق المنعة وتحفظ من الوقوع في ضباب الضياع، ذلك أن في فقدان فرص التعاون والتعاضد الواعيين ما قد يؤدي إلى الخيبة، فالتعاون والاتحاد سلاحان مهمّان بل من أهم ما يمكن أن يستخدمه مجتمعٌ ما في خوض غمار وغى العيش، وأمّا ما أطلق عليه ذوو البصائر متاعاً فهو أقصر وأحقر من أن يستجلب الحقد أو الحرص، فيستفزَّ القلوب بالأحقاد على رأي الرّصافي في قصيدةٍ جميلة مطلعها:
خاب قومٌ أتوا وغى العيش عُزلاً
من سلاحي تعاونٍ واتّحادِ
(إنَّ يداً واحدةً لا تصفق) كثيراً ما كان يرددها أحد الأصدقاء المجرّبين المحبين، وربما كان يقولها بطريقةٍ مختلفة ميّزتهُ عن غيره، ذلك أنه يتوكأ عليها، للحديث عن الأسرة إذا ما لمس تقصيراً ما من أحد الأبناء أو اختلافاً (طبيعياً) في النظر إلى أمور الحياة وطرق معالجتها، وكذلك إذا شكا إليه أحدُهم همَّ الدنيا وشظف العيش، وعلى هذا المنوال كان لا بدّ من أن يتميّز بتوظيفه لهذا المثل سواءٌ بالطريقة التي كان يأتي على ذكره فيه تلقائياً، أو بكثرة ترداده له من باب (مَن أكثرَ من شيءٍ عُرِف به)، ولعلَّ من السهل معرفة الدلالة التي يشير إليها هذا القول، إنه دعوةٌ إلى التعاون والتعاضد بين الناس لإنجاز ما يعود بالنفع الجماعي عليهم من جهة وشكوى من تقاعس المتقاعسين وغير المُبالين من جهة أخرى، فاللجوء إلى التعاون هو وليد وعيٍ بقيمة ما يولّده ذلك من همةٍ فاعلةٍ منجزة، وهذه الهمّة لابد أن تؤتي أُكلها، وليس من الحكمة في شيء أن يقنط أحدٌ من جميل السعي، ولعلَّ هذا ما كان يقصده شوقي:
إنّ الرجالَ إذا ما أُلجِئوا لجؤوا إلى التعاون فيما جلَّ أو حزبا
لا تعدمُ الهمةُ الكبرى جوائزها سيّان من غلب الأيامَ أو غُلبا
وكلُّ سعيٍ سيجزي الله ساعيَهُ هيهاتَ يذهبُ سعيُ المحسنين سُدى

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مجلس الشعب في ذكرى ميسلون .. سورية استطاعت تحقيق انتصارات عظيمة في وجه الحروب والحصارات المتعددة الأشكال سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟