أهمية المهارات الحياتية في المحيط المدرسي
تتضمن المناهج المدرسية المهارات المختلفة حسب الفئة العمرية، إضافة إلى المعارف الأساسية والقيم والاتجاهات المطلوبة لبناء شخصية متوازنة ومتكاملة من جميع النواحي، ويتم اكتسابها بأساليب عديدة، ومنها تعلم المهارة بطريقة مباشرة، حيث يوضع الطالب في موقف إشكالي وعليه أن يقوم بالمعالجة، وبإشراف المعلم أو المدرس وفق خطة العمل الموضوعة، وقد تندرج المهارات على شكل أنشطة تعليمية، ويتم اكتسابها وفق خطوات تعليمية منهجية، فيسعى المدرس إلى تنمية بعض المهارات وتشكيلها عند الطلاب، ويقاس نمو المهارة بالقدرة على إنجاز عمل حركة بدقة وبسرعة، أو إنجاز عمل فكري معين، والتي تبدأ بالملاحظة والقدرة على التحليل والتركيب أو التطبيق التي لابد أن تمر بعدة خطوات تحدث عنها د. عبد الحكيم الحماد معاون وزير التربية حيث قال: الخطوة الأولى “الملاحظة” فيها يلاحظ المتعلم شخصاً أقدر منه يؤدي المهارة أو النشاط التعليمي، ويطلب منه تتبع الحركات وملاحظة كل عمل يقوم به.
“المحاكاة” وتأتي بعد الملاحظة يكون هذا المتعلم قد بدأ باكتساب العناصر الأولية للسلوك المهاري المطلوب، ويؤدي الحركات أو الخطوات بالترتيب تحت إشراف دقيق من المدرس.
“التدريب” وهو الخطوة الثالثة وتتم تحت الإشراف أو التطبيق، وهي التي يقوم المتعلم بتطبيق ما تعلمه، وتقترب هذه السلوكات التنفيذية من العادة سواء كانت مهارة يدوية أو تفكيرية .
الخطوة الرابعة” التقويم والانتقاد” يصبح مستوى تعلم المهارة قد وصل إلى مرحلة المحاكاة والتطبيق، والمستوى هنا يشير إلى تصحيح الأخطاء مباشرة وعدم تكرارها، وهذه الخطوة تشكل المهارة بشكلها الصحيح.
الخطوة الخامسة “الإتقان” وفيه يصبح الطالب قادراً على تقديم أو إضافة نقاط أو طرح مبادرة لتعديل أسلوب العمل، ليصبح متقنعاً وتشكل أسس لتعلم اكتساب مهارات أخرى.
وفي رده على سؤال ماذا يحتاج الطالب ليتمكن من إتقان المهارة أجاب د. الحماد: يحتاج المتعلم إلى معرفة أسس ومنهجية اكتساب المهارة ليصل إلى مرحلة الاتقان، من خلال الممارسة العملية لها وعدم الاكتفاء بالأسس النظرية والبدء بالتطبيق العملي والممارسات الفعلية اليومية والحياتية.
أما ماذا يستفيد الطالب من المهارة وكيف ستؤثر على شخصيته ومستقبله قال: يعد المتعلم للحياة المستقبلية من خلال رصد احتياجاته المستقبلية إذا أراد الاستمرار بالتحصيل الأكاديمي، لتشكل هذه المهارات معالم رئيسية لشخصية الطالب المستقبلية، ومن ناحية أخرى التركيز على المهارات التي يحتاج إليها في سوق العمل، ليكون مواطناً فاعلاً في حياته العملية والمجتمعية، ومن أبرز هذه المهارات الحياتية التي تركز عليها التربية: مهارة حل المشكلات الحياتية واليومية والشخصية والمجتمعية والقدرة على حلها ومعالجتها، أي “حل المشكلة إبداعياً” – مهارة اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، وهذه المهارة تجعل المتعلم قادراً على اتخاذ القرار وفاعلاً في مدرسته ومجتمعه، ويتحمل مسؤولياته، ويقوم بواجباته المطلوبة منه.
مهارة التواصل مع الآخرين بالوسائل السمعية والبصرية والالكترونية والكتابة الشفوية المباشرة وغير المباشرة، مهارة التفكير النقدي هي أن يفكر بطريقة مختلفة يحدد فيها البدائل ويختار المناسب لحل مشكلته، ومهارة استثمار الوقت وإداراته بشكل جيد.
مهارات الحياة والعمل، وهي التي يحتاج إليها في حياته العملية والمدرسية، والأعمال التي ينبغي القيام بها في الحياة، فقد تعلمها في المدرسة وانتقل إلى تطبيقها في الحياة العملية.
مهارة استخدام التقانات المختلفة وتوظيفها في خدمة الحياة المدرسية والمجتمعية.
وبحسب د. الحماد فأن وزارة التربية تركز على تدريب المعلم والمدرس والإدارة المدرسية على ما جاء في المنهاج المدرسي المطور، من مهارات وكيفية ترجمتها إلى سلوكات وممارسات عملية لدى المتعلمين، حيث جاءت على شكل أنشطة ومهارات أساسية ( حياتية يحتاج إليها كل متعلم في حياته العملية)، ومهارات اختصاصية تتعلق بكل مادة من مواد البرنامج الدراسي، ويتم تدريب المعلمين والمدرسين على كيفية بناء المهارة وإكسابها للمتعلمين، وتضمنت المعايير جزء جيد للمهارات ومؤشرات لقياسها في المنهاج الدراسي، والاختبارات العملية والشفوية والكتابية للوصول إلى المهارات المطلوب من المتعلم إتقانها في الحياة المستقبلية، وتساعده على أداء الدور الايجابي المنوط به في الحياة بشكل جيد، بالإضافة إلى التدريب على التفكير المنتج للمبادرات والأفكار والحلول الجديدة، وترصد الوزارة من خلال الموجهين التربويين والاختصاصيين مدى تحقيق هذه المهارة وإتقانها عند التلاميذ والطلبة، وتقوم بوضع البرامج التدريبية لتنمية قدرات المدرسين والمعلمين لتدريب الطلاب والتلاميذ عليها، واكتسابها وممارستها لتصبح جزءاً من شخصيتهم المستقبلية الفاعلة.