من الأهمية بمكان أن نخصص زاوية عن أهمية التعليم المهني والصناعي والحرفي غير التقليدي في مثل هذه الظروف التي نمر بها منذ عشر سنوات، هذا النوع من التعليم يجب أن يتصدر في مثل هذه الظروف قائمة الأولويات والأساسيات حيث يعدّ من صلب عملية إعادة البناء والأعمار التي بدأنا بها إن صح التعبير، وعلى سبيل المثال استطاعت مدارس التعليم المهني أن تصنع خلال العام الماضي وهذا العام نحو 130 ألف مقعد دراسي تم رفد المدارس في المحافظات جميعها بها ناهيك بصيانة مستلزمات أخرى لمدارس وزارة التربية وكذلك في مجال الكهرباء والمهن الأخرى التي فيها إبداع وصناعات خفيفة تمتاز بلمسات خلاقة .
ما جعلني أكتب هذه الزاوية هو تعليق لأحد الأصدقاء على زاوية أخرى كتبتها: إن الرأي العام مازال يعدّ التعليم المهني والصناعي يأتي بالدرجة الأخيرة من أنواع التعليم وينظر له البعض بدونية …وأنا أريد أن أقول له: هذا الكلام غير صحيح فالكثير من عباقرة العالم لم يكونوا متعلمين أو أذكياء في مراحلهم التعليمية كأديسون مخترع المصباح الكهربائي وغيره ، ولكل شخص ميزة بالذكاء والإبداع ، فالبعض يكون ذكياً بالمواد العلمية و الآخر في المواد الأدبية والبعض يكون ذكياً ومبدعاً بالموسيقا أو بالرسم أو بالخط من دون أن يكون متعلماً بما فيه الكفاية، والبعض يكون حرفياً مبدعاً أو صناعياً مبدعاً، وهؤلاء كثر وإذا ما وجدت مدارس خاصة بصقل هذه الإبداعات كالمدارس المهنية فستكون النتائج مبهرة ومتفوقة على جميع مجالات التعليم، وهذا النوع من الإبداع هو ما نسعى إليه في هذه المرحلة التي نحتاج فيها إلى الكثير من الحرف والمهن الإبداعية.. وهنا أقصد عملية إعادة بناء سورية، الغارقة في حضارات التاريخ، التي نستعد لها.