الصرف الصحي في وادي الزيدي ينغّص حياة السكان في درعا
لم يَعدّ وضع وادي الزيدي الذي يمر وسط وبمحاذاة أحياء سكنية كثيرة في مدينة درعا يسرّ أبداً، فهذا الوادي بات يعوم بالصرف الصحي بشكل ينغص حياة السكان نتيجة انسداد خط المصب الرئيسي الممتد في مجراه وتتصل معه كل خطوط شبكات الصرف الصحي القادمة من كل أحياء مدينة درعا لكونه الوجهة الوحيدة من حيث طبيعة الأرض التي يمكن صرف المخلفات إليها.
وأشار عدد من سكان حي الحمادي وطريق السد إلى أن الوادي المذكور بات مصدر تلوث كبيراً، حيث ينشر صيفاً روائح كريهة جداً ويتسبب في كثافة تواجد حشرات وقوارض ضارة بالصحة، وطالبوا بضرورة معالجة الخط الرئيسي المارّ أسفل الوادي بأسرع ما يمكن لكونه مخرباً في الكثير من أجزائه ومسدوداً بشكل كتيم في أجزاء أخرى.
وذكر سكان حي سجنة والمنشية ودرعا البلد التي تطل منازلهم على الوادي مباشرة أن المياه الآسنة التي يعوم بها الوادي أصبحت تشكل منعكسات سلبية كبيرة على السكان ولا بدّ من حلول سريعة تنهي بشكل جذري المشكلة بإصلاح خط المصب الرئيس المارّ في سرير الوادي، كذلك لم يغفل سكان أحياء السحاري وميسلون والضاحية معاناتهم من منعكسات تلوث وادي الزيدي بالصرف الصحي , حيث إن البعوض بحجم أكبر من الذباب وهو ينتشر بكثافة أثناء فصل الصيف ويتسبب بأذيات صحية للأهالي وخاصةً منهم الأطفال، وأملوا من وزارة الإدارة المحلية والبيئة أن تبادر إلى إقرار مشروع متكامل لصيانة المصب المذكور من بدايته عند حارة البدو إلى نهايته من جهة الضاحية عند مقر محطة المعالجة وذلك بالتعاون مع إحدى المنظمات الدولية التي تنشط في هذا المجال.
لدى الرجوع إلى شركة الصرف الصحي في درعا أوضح مديرها العام المهندس رزق محاميد أن مصب وادي الزيدي المذكور يتبع لمجلس مدينة درعا وهي المسؤولة عن إعادة تأهيله ولا علاقة للشركة به، وبناءً على ذلك توجهت «تشرين» بالسؤال عن كيفية معالجة المشكلة إلى المهندس أمين العمري رئيس مجلس مدينة درعا الذي أشار إلى أنه ونتيجة سنوات الحرب على سورية خرجت أجزاء كبيرة من شبكات الصرف الصحي من الخدمة ضمن أحياء المخيم وطريق السد ودرعا البلد، إضافة إلى المصب الرئيسي لمدينة درعا ضمن وادي الزيدي وهو بطول حوالي 6 كم ويقوم بجر مياه الصرف لجميع أحياء المدينة إلى ما بعد حي الضاحية وصولاً لمحطة المعالجة التي لم يكتمل تنفيذها بسبب الحرب أيضاً، وقد تم العمل بالتعاون مع إحدى المنظمات الدولية تأهيل وصيانة بعض أجزاء الشبكات المذكورة لكنها غير كافية نظراً لحجم العمل الكبير المطلوب، وكشف أنه سيتم إعداد دراسة لمشروع إعادة تأهيل المصب بشكل كامل ومراسلة وزارة الإدارة المحلية بذلك على أمل التنفيذ بالتعاون مع إحدى المنظمات الدولية بشكل يسهم في إنهاء المنعكسات السلبية لفيضان المياه الآسنة بشكل عشوائي ضمن مجرى وادي الزيدي ويرفع المعاناة عن المحيط السكني الذي يمتد لعدة أحياء على طرفي الوادي.