تزداد المصروفات خلال شهر رمضان المبارك، ربما يكون ذلك نتيجة اتباع سلوكيات شراء وإنفاق خاطئة من قبل الأسرة تتعلق بالمشروبات والمأكولات التي تستهلكها خلال هذا الشهر، كذلك مستلزمات العيد من ملابس وحلويات من دون التخطيط المسبق، والتركيز على الضرورات، ما يترتب عليه اضطراب ميزانية الأسرة، ويشكل لها إرهاقاً مالياً.
تقول السيدة زينب: لكي تقوم أيّ ربة منزل بشراء متطلباتها في شهر رمضان من دون أن تؤرق أفراد أسرتها، لابدّ من وضع خطة تليق بميزانية المنزل، وفي الوقت ذاته تحمي من العادات الشرائية الخاطئة، مع أهمية التخطيط قبل الشراء والموازنة بين الإمكانات المالية ومتطلبات المنزل، كما يجب التخلي عن فكرة التخزين التي تصيب الأسرة بالشره الشرائي، حيث تقوم المرأة بشراء احتياجاتها في رمضان والعيد بحجة احتمالية إغلاق المحال خلال أيام العيد، وهذه من أهم الأخطاء التي يمكن الوقوع فيها، كما يجب عدم شراء السلع الغذائية غير المرغوبة لأفراد الأسرة، لأنها ستضخم الميزانية من دون الاستفادة منها، وعدم الإكثار من شراء كميات كبيرة من المواد التي تحتاج إلى تخزين، لكونها قد تفسد مع ارتفاع درجات الحرارة، لذا لابدّ من التركيز على شراء الأشياء الضرورية فقط حسب حاجة العائلة، لأن بعضها له تاريخ صلاحية قد يفسد مع مرور الزمن من دون استخدام.
م. صفاء منجد أحمد – اختصاص اقتصاد منزلي بيّنت أن الأسعار تتفاوت من وقت إلى آخر، بين ليلة وضحاها، ويعاني المواطنون بسبب هذا الغلاء غير المعتاد، وخصوصاً الأسر محدودة الدخل، أو التي لا دخل لها ولا معيل والسؤال: كيف لنا أن نتخطى شهر الصوم من دون ديون وإرهاق مادي؟
فشهر رمضان شهر الصوم والعبادة والتقرب من الله والطاعة، فلو توجهنا بهذا الاتجاه لابتعدنا عن الصرف والغرق بالديون.
فمن الناحية الاقتصادية علينا ترتيب الميزانية بما يتناسب مع الدخل الذي نتقاضاه ومصروفات المنزل، وهكذا نكون غير مرهقين من أي ناحية، فعلم الاقتصاد المنزلي بمجالاته المختلفة الغذائية، والعلاقات الأسرية، وعلم النسيج، والأنسجة، يخدم ويوجه الأسرة لما هو خير لها، وكل أسرة حسب ميزانيتها ودخلها ومدى ثقافتها، لذلك يجب عدم شراء كميات كبيرة من الطعام، اعتقاداً منّا بأن السفرة الرمضانية يجب أن تحتوي على العديد من الأصناف، فمن الضروري تحديد وقت التسوق ونوعية المشتريات، بما يتناسب مع الميزانية، وهذا أمر ضروري جداً من حيث موازنة دخلنا مع نوعية الغذاء المراد شراؤه.
ومن المفترض تقليل العزائم أو إلغاؤها نهائياً بهذه الظروف إن أمكن، وتحديد عدد أفراد الأسرة واحتياجاتهم الغذائية، لنقضي الشهر من دون ديون أو قروض أو جمعيات، ومساعدة ذوات الدخل والأسر التي لا مردود لها بتأمين موادها الغذائية والأساسية من خلال الجمعيات الخيرية لتكون سنداً لها في كل أوقات السنة، فمتطلبات الحياة كبيرة وكثيرة، وكل مطلب يحتاج حيزاً من الميزانية، فلا ندع شهواتنا وقلة إدارتنا تجعلنا مرهقين وغارقين بالديون.
وأخيراً على كل أسرة قادرة بإدارة حكيمة من الأم والأب بالتعاون فيما بينهما وبين أبنائهما، أن يقضوا شهر رمضان بقناعة ورضا من دون إرهاق.