صيام الأطفال يعلّمهم الصبر والشعور بالفقراء

مع حلول شهر رمضان المبارك عادة ما يواجه الأهالي مشكلة تدريب أطفالهم على الصيام مع الحرص على التغذية السليمة، ففي هذا الشهر يحاول الأطفال التعايش مع روحانية وطقوس الشهر تقليداً للكبار في الصيام والصلاة وقراءة القرآن الكريم، ومع هذه الرغبة يبرز دور الوالدين في تشجيعهم وتعزيز القيم الاجتماعية لديهم.
سعيد طفل في التاسعة من عمره يقول: بدأت الصيام من أول يوم في شهر رمضان المبارك، ولكنني لم أستطع المتابعة حتى موعد الإفطار، فدربتني والدتي على الصيام لساعات, وكل يوم تزيد لي الوقت ساعة، حتى تعودت على إكماله لموعد أذان المغرب، ويشير بأن والديه كانا يكافآنه على الصيام.
بدورها رشا طفلة بعمر الثماني سنوات تقول إن جدتها دربتها على الصيام لفترات، لأنها لا تستطيع أن تتحمل الجوع والعطش طوال النهار.
بدورها صفاء يوسف أم طفلين بيّنت أنه لا ينبغي إجبار الأطفال على الصيام في سن مبكرة ما لم يكونوا قادرين عليه، فهو يعلمهم ضبط النفس والالتزام بالصبر وزرع القيم السلوكية والعادات الحسنة التي تسمو بالإنسان.
د. مؤمنة الباشا الأستاذة في كلية الشريعة – جامعة دمشق – بيّنت أنّ الأطفال أمانات في أعناقنا، وأولى الإسلام لرعاية الأطفال أهمية كبيرة، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».
ومن حقوقهم علينا تربيتهم التربية الصالحة، وتدريبهم على العبادات والأخلاق، والصيام عبادة من أرقى العبادات يتعلم منها الطفل الصبر، وتنظيم الوقت والشعور بالفقراء وعصمة اللسان عن الكلام البذيء، وحسن الخلق، والاشتراك مع الأسرة في وجبات السحور والإفطار، وترافقه عبادات أخرى كقراءة القرآن وصلاة التراويح في المسجد.
ولابدّ من تعويد الطفل الصيام بالتدريج كأن يصوم في البداية إلى وقت الظهيرة، فالصوم ليس مفروضاً عليه، إنما الغاية هي تدريبه فقط، وإذا أردنا من الأطفال أن يمارسوا الصوم وأن يقوموا به عن حبٍّ وقناعة، فبالإمكان ربطه بذكريات جميلة ومحببة، كالزينة داخل البيوت وفي الحي وأن يشاركونا في صنع الزينة، والألعاب التي تشغلهم وتلهيهم عن الجوع والعطش، وقد كان ذلك مأثوراً عن الصحابة، إذ كانوا يصنعون لعب الصوف لأبنائهم لينشغلوا بها في نهار الصوم، ومن المفيد منحهم المكافآت العاجلة لمن يصوم الأكثر من الوقت، كالمكافآت المادية وشراء الحلويات، والمعنوية كالمديح أمام العائلة والإطراء والكلمات الطيبة، وبذلك ينشأ الطفل محباً للصيام ومعتاداً عليه، فلا يعاني مشقته في مرحلة المراهقة والشباب، ويبقى مرتبطاً لديه بذكريات الطفولة الجميلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار