التوجه شرقاً ولعبة «البينغ بونغ» الأمريكية ..!

تتجلى معالم السياسة الأمريكية المخادعة التضليلية، التي تدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان ومساعدة الشعوب، بشكل واضح في سورية من خلال أعمالها من قرصنة وسرقة للموارد وتجويع وإفقار الشعب السوري وزيادة معاناته الحياتية (اعتماد القوة) بما يذكّرنا بالنازية الهتلرية والفاشية الموسولينية في الحرب العالمية الثانية وأعمال الإمبراطورية المغولية سنة 1206 من ناحية التناقض بين الممارسات من قتل الشعوب والإدعاءات بتحريرها وتطويرها، فهل يستمر الحال ويتغير العالم وينهض الشرق ويلتقي « التنين الصيني والدب الروسي والنمر الإيراني وحصان الكوليما الكوري الشمالي والكوبرا الهندية والعقاب أو النسر السوري» في مواجهة أمريكا بحزبيها الديمقراطي والجمهوري بشعاريهما الحمار والفيل ؟، وعندها سيتم وضع حد للسيطرة الغربية وخاصة الأمريكية التي ترسخت منذ الحرب العالمية الثانية وتحديداً بعد مؤتمر بريتون وودز سنة /1944/ وترسيخ ذلك من خلال ترسيخ الدولار كعملة لتقييم عملات العالم مدعوماً بالقوة العسكرية وليس الإنتاجية أو التغطية الذهبية !، وبدأت تفرض هيمنتها على أغلب بل كل دول العالم ، وعدّت العالم حديقة خلفية لها ، ولكن مرتكزات القوة الاقتصادية العالمية بدأت منذ مطلع سنة /2021/ تتغير، والعالم الآن يشهد تقارباّ روسياً إيرانياً صيناً وقريباً هندياً وكورياً شمالياً وفنزويلياً وكوبياً وسورياً ، فهل سيرسم هذا معالمَ نظامٍ اقتصادي عالمي جديد ؟!، أم ستبحث أمريكا ودول “الناتو” بخبثهما ونفاقهما لإضعاف هذه القوى الناشئة !، وتعود إلى سياسة الداهية كيسنجر وزير خارجيتها سابقاً وعمره الآن /96/ سنة ، عندما نصح الإدارة الأمريكية في بداية سبعينيات القرن الماضي بالاعتماد على دبلوماسية « البينغ بونغ – كرة الطاولة » لمنع التقارب الصيني السوفيتي والعمل لزيادة الخلاف و الفوضى والصراع بينهما، وحالياً ينصح كيسنجر إدارة بايدن بأن عليها التفاهم مع الصين لتجنب المواجهات العسكرية التي قد تصل لاستخدام الأسلحة النووية، وخاصة أن العالم كله يترقب نتائج التقارب الصيني الإيراني ولاسيما بعد توقيع وزيري خارجية البلدين الاتفاقية الاستراتيجية لمدة /25/ سنة بينهما بتاريخ 27/3/2021 والمتفق عليها في شهر كانون الثاني سنة /2016/ خلال زيارة الرئيس الصيني إلى إيران وبقيمة تزيد على /400/ مليار دولار أمريكي وفي القطاعات الأساسية ( الاقتصاد والسياسة والتجارة والاستثمار والصناعة والمصارف والأمن والكهرباء والمعلومات والنفط والغاز والنقل والصحة والعسكري والمناورات والتدريب والاتصالات والرياضة والصحة والثقافة و البنى التحتية والمعلومات و تعزيز القدرة اللوجستية للموانئ الإيرانية ومصانع مدنية وعسكريّة والطاقة النووية ) وغيرها، وأصبحت هذه الاتفاقية مثل خريطة طريق مسستقبلية ، وستتركز فوائد البلدين بشكل مباشر وغير مباشر منها وسيتجاوزان بالدرجة الأولى الإرهاب الاقتصادي الأمريكي والغربي، وستتمكن إيران من مواجهة الضغوطات الأمريكية في الملف النووي في المباحثات الحالية في جنيف ، وإيران تعرف أنه لا مصداقية لأمريكا وردت على التصرف الأمريكي بفعل مساوٍ له وأكدت أن « عداوة أمريكا خطر لكن صداقتها موت» ، كما ستتجاوز إيران تداعيات الإرهاب الاقتصادي الأمريكي وتتمكن من تصدير نفطها وتأمين القطع الأجنبي وتعويض خسائرها التي تجاوزت /100/ مليار دولار من جراء الإرهاب الأمريكي والنفاق الغربي وتفتح نافذة أمل للدول المتضررة من هذا الإرهاب ومنها سورية وتسجل هدفاً في مرمى السياسة الأمريكية الكريهة وسيتم تفعيل دورها الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم واستغلال تواجدها كنقطة وصل أساسية على طريق « الحزام والطريق» الصيني، أما الصين فسيزداد تواجدها الاقتصادي والسياسي في المنطقة وتنفيذ مبادرتها الدولية الحزام والطريق العابر للقارات وإيجاد أسواق جديدة وتأمين متطلبات نموها الاقتصادي وهو من المعدلات العليا المحققة في العالم، فهل نسرع بتوقيع مثل هذه الاتفاقية، ويكون للصين وإيران موقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط عبر البوابة السورية ويمر عبره أكثر من /38%/ من التجارة العالمية ويتم ترسيخ التوجه شرقاً؟!، وتزداد قوة محوري المقاومة ومكافحة الإرهاب والإسراع في إعادة الإعمار والبناء السورية، وسورية تستحق منا الأفضل والأجمل والأبهى وستعود أقوى – إن شاء الله – إذا تم تشبيك مشروع البحار الخمسة التي أعلنها السيد الرئيس بشار الأسد سنة /2004/ والبحار هي: «المتوسط و الأسود و قزوين و الخليج العربي و البحر الأحمر»..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار