مؤتمر الاستثمار والتشاركية.. نحو حلول إبداعية لإعادة إعمار ما خرّبه الإرهاب
أكد معاون وزير الصناعة الدكتور المهندس جمال العمر في افتتاح أعمال مؤتمر الاستثمار والتشاركية في دورته الثالثة والذي عقد صباح اليوم في فندق الشيراتون بدمشق بمشاركة عربية ودولية واسعة في مقدمتها العراق ولبنان والإمارات ومصر والأردن واليمن وروسيا وجمهورية القرم وسيفاستبول وجمهورية الدونيتسك وغيرها من الدول المشاركة في فعاليات المؤتمر.. أكد أن عقد هذه المؤتمرات فرصة لإيجاد صيغة تعاون واضحة وصريحة بين المستثمرين والمنتجين تخدم كافة الأطراف وبشكل يحقق مفاعيل تنموية يمكن من خلالها الوصول الى اقتصاد متين وقوي يستفيد منه الجميع من أصحاب رؤوس الأموال والفعاليات التجارية وأصحاب المشروعات الاستثمارية التي من خلالها تعكس إيجابياتها على مكونات المجتمع وخاصة في ظل الظروف الحالية الصعبة التي يشهدها بلدنا بسبب حرب ظالمة لأكثر من عشر سنوات، وإرهاب دمّر معظم مقومات الاقتصاد الوطني من مكونات صناعية وزراعية وتجارية وخدمية وغيرها وصولاً إلى حصار اقتصادي ظالم وعقوبات جائرة استهدفت معيشة المواطن قبل أي استهدافات أخرى.
وأضاف العمر: إن تحقيق التنمية الاقتصادية يتم من خلال عدة مكونات في مقدمتها القاعدة العلمية والتكنولوجية والاستثمارية في كل القطاعات وخاصة الصناعية منها، معتبراً أن عملية تأهيل الصناعة هي الركيزة الأساسية لعملية تطوير البنية الاقتصادية بما فيها تطوير أسلوب الإنتاج والإدارة التي تعرضت لكثير من التخريب والدمار من قبل العصابات الإرهابية المسلحة، وعلى الرغم من حجم الدمار الكبير إلا أن الاقتصاد الوطني مازال مقبولاً نسبياً وهناك فرص استثمارية كبيرة تشمل كافة القطاعات الاقتصادية، الأمر الذي دفع وزارة الصناعة لاتخاذ جملة من الإجراءات في مقدمتها اتخاذ سياسة التكييف مع المستجدات، ورسم استراتيجية تعتمد في مقوماتها على الموارد المحلية، والتعاون مع القطاع الخاص لترجمتها على أرض الواقع وذلك من خلال عدة أمور أساسية منها على سبيل المثال: التشبيك مع القطاع الزراعي والاستفادة من مخرجاته المتنوعة، وتعظيم الفائدة المشتركة، وتأمين مستلزمات عمل الشركات من مواد أولية ومالية وفنية وتقنية، إلى جانب التحديث التكنولوجي الذي انتهجته وزارة الصناعة من خلال عمليات الاستبدال والتجديد للآلات وخطوط الإنتاج.
والأهم في الاستراتيجية العمل على إعادة تأهيل الشركات المتضررة جزئياً وعودتها إلى ميدان العمل والإنتاج وتحقيق نوع من التوازن والاستقرار للسوق المحلية من خلال تأمين السلع الضرورية لها.
وأوضح العمر أن أهم مكونات الاستراتيجية تكمن في اعتماد مبدأ التشاركية مع القطاع الخاص الوطني من جهة، ومع الدول العربية والصديقة الراغبة في الاستثمار والمشاركة في إعادة تأهيل وإعمار ما دمره وخرّبه الإرهاب من مكونات اقتصادنا الوطني.
من هنا نجد أن انعقاد فعاليات هذا المؤتمر في دورته الثالثة رغم ظروف الحرب على سورية فرصة مهمة لتحقيق أعلى نوع من التشاركية للمساهمة في إعادة الإعمار وبناء مكونات الاقتصاد الوطني.
بدورها مروة الإيتوني – رئيس لجنة سيدات الأعمال في غرفة صناعة دمشق وريفها أكدت أن المؤتمر يشكل فرصة حقيقية لالتقاء الشركات المحلية والدولية والمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الفعاليات الاقتصادية وجهاً لوجه من أجل طرح المشروعات والبحث في آليات تنفيذ التشاركية التي تسمح بتحقيق استثمار نوعي يخدم كافة الأطراف والوصول إلى المساهمة في إعادة الإعمار وتأهيل المنشآت التي تعرضت للتخريب من قبل العصابات الإرهابية المسلحة.
وعلى هامش أعمال المؤتمر كانت لـ«تشرين» لقاءات خاصة مع بعض المشاركين في فعاليات المؤتمر في عملية استقراء للآراء حول أهمية المؤتمر وما يخرج عنه من نتائج يمكن البناء عليها ..
الدكتور مدين دياب- مدير عام هيئة الاستثمار قال: انعقاد المؤتمر في هذه الظروف خطوة مهمة وخاصة أن بلدنا يواجه تحديات كبيرة نتيجة الدمار والخراب اللذين خلفتهما سنوات الحرب على سورية، وبالتالي لابد من تأمين الاستثمار الأمثل لإعادة المسار الصحيح لاقتصادنا الوطني، والعمل على بناء سورية ما بعد الحرب، وهذا يحتاج إلى شراكة متينة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق تشاركية تعود بالمنفعة على كل الأطراف.
وأضاف مدين: إن الهيئة وضعت خريطة استثمارية جاهزة للتنفيذ تتوافر فيها كل البيانات والمعلومات المطلوبة التي تخدم كافة المستثمرين وإرساء أسس طويلة الأمد مع المستثمرين، من هنا نجد أن المؤتمر فرصة مثالية لإطلاع المستثمرين على آخر المستجدات والتوجهات الطموحة التي تقوم بها الحكومة وعرضها على المستثمرين بقصد المساهمة والمشاركة في تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع.
وضمن الإطار ذاته أكد ماهر الأعرجي- رئيس اتحاد المقاولين في محافظة المثنى العراقية أن حضورنا فعاليات المؤتمر هو بقصد التعرف على المزيد من فرص الاستثمار المختلفة والمساهمة في مشروعات مشتركة يمكن من خلالها تحقيق تشاركية تخدم العلاقات الأخوية بين البلدين ومن خلالها تحقيق نهوض اقتصادي كبير على مستوى البلدين.
وشاطره الرأي خضر الشمري – رئيس اتحاد المقاولين العراقي فرع الديوانية، مؤكداً حرص رجال الأعمال العراقيين على المساهمة في عملية إعادة الإعمار وتنفيذ مشروعات استثمارية تحقق التشاركية المطلوبة التي تخدم كلا البلدين في كل المجالات، وبالتالي مشاركتنا في فعاليات هذا اللقاء تأتي ضمن هذا الإطار وخطوة جديدة تجعلنا قريبين من أصحاب القرار لطرح المشكلات والمعوقات التي تعترض العمل المشترك بين الجانبين.
رجل أعمال روسي قال: إن سورية تشهد إعادة إعمار كبيرة لما دمره الإرهاب خلال سنوات الحرب على سورية ونحن جاهزون للتعاون وتنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات مختلفة وخاصة في المجالات الصناعية والخدمية، وأوضح أن المؤتمر فرصة لتبادل المعلومات والبيانات حول المشروعات المطروحة للاستثمار، لكن ذلك بحاجة لتبادل الخبرات والكفاءات التي يتم من خلالها ترجمة هذا الكم من الاستثمارات على أرض الواقع.
أيضاً سرغي غلاسف – مساعد وزير الصناعة في جمهورية دانيتسك أكد أهمية انعقاد المؤتمر في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها سورية من إعادة إعمار ما خرّبه الإرهاب وعقوبات اقتصادية ظالمة، معتبراً إياه فرصة للتشاور والتحاور حول مشروعات استثمارية يمكن من خلالها تقديم المساعدة والمساهمة في إعادة الحياة الاقتصادية للكثير من القطاعات والمشاركة في أعمال التنمية الاقتصادية التي تنفذها الحكومة وتأمين حالة من التشاركية يمكن من خلالها تحقيق المنفعة لكافة الأطراف.