أهمية تصحيح أخطاء اللغة العربية في الصحافة الإلكترونية

لكل مهنة أخطاء، بعضها ناجم عن سوء علم وأخرى تصنف تحت بند سقط سهواً، وفي عالم الصحافة تكثر الأخطاء التي يقع بها الصحفيون عند الكتابة وتحرير المواد الصحفية، فالبعض يقع في الأخطاء الإملائية بسبب الكتابة على «الكيبورد»، أو لعدم الإلمام بقواعد اللغة العربية وربما نسيانها، ومع تقدم التكنولوجيا والتقنيات الرقمية وتحول الصحافة الورقية إلى إلكترونية الأمر الذي ساهم في زيادة الأخطاء الشائعة في استخدام اللغة الإعلامية، وتالياً فإن تعدد الوسائل كان لها دور في تكاثر هذه الأخطاء.
تقول ناهد طالبة في قسم اللغة العربية: إن معرفة قواعد اللغة العربية والإلمام بها وإتقانها أمر بالغ الأهمية، ليس فقط بالنسبة للصحفي على اعتباره يمارس الكتابة بشكل يومي، إنما تعلمها ضرورة للجميع لأنها تمنح متعلمها القدرة على التعبير عما يجول في دواخله، فالكتابة الصحيحة تعكس قدرة القارئ وتساعده على فهم الحقائق والخروج بنتائج جيدة واستيعاب المعاني والمفاهيم، فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم تكتب كما تلفظ، ويضمن مستخدمها عدم وقوعه في الأخطاء الإملائية.
د.نسرين عبيد أستاذة بقسم اللغة العربية- كلية الآداب- جامعة دمشق تخصص مناهج البحث في اللغة والأدب تحدثت عن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الصحفي، أو من يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي فقالت: من حسنات انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أنها قربت البعيد، وجعلتنا نتواصل مع الآخرين وكأنهم بجانبنا؛ لكنها في نفس الوقت كانت وبالاً على اللغة العربية والسبب.. ظن الذي يستعمل هذه الوسائل والوسائط في التواصل أنها تعبر عن كلامه المحكي؛ وهذه مشكلة لم تعد مقتصرة على صفحات «الفيسبوك» (فأنا مدرسة وأصحح مادتي بطريقة تقليدية في السنة الثالثة) ولن أوافق على جعلها مؤتمتة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، والسبب كما تشرح د.عبيد لأن طالب اللغة العربية عليه أن يكتب ويصحح بيده ليتدارك أخطاءه.
وأشارت إلى أن الأخطاء الإملائية باتت تغزو لوحات الإعلانات التجارية؛ لذلك فإن التصحيح اللغوي يؤدي عملاً كبيراً في صيانة اللغة العربية من انتشار العيوب والأخطاء فيها؛ لأن الكتابات الخاطئة في حال بقائها ستنتشر بين الناس وقد يقع القراء في هذه الأخطاء نفسها عندما يستخدمون الكلمات التي أخطأ الكاتب في كتابتها.
فالتصحيح اللغوي أو التدقيق بالنسبة إلى الصحفي له دور كبير، لأنه عمل قائم على حماية اللغة العربية من الأخطاء التي يقع فيها الكاتب، سواء أكانت في التراكيب أم المفردات أم العبارات أم الأساليب، ليكون النص سليماً لغوياً وخالياً من أي خطأ قد يغير المعاني أو يضر بها.
وحسب د.عبيد حتى يتجنب الصحفي الوقوع في الأخطاء اللغوية يجب عليه أن يخضع لدورات تدريبية، وورش عمل مستمرة تمكنه من تنفيذ مقالاته بشكل كامل من تحرير وتدقيق وكتابة؛ فالدورات مساعدة في تجنب الوقوع في الأخطاء اللغوية الشائعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار