أطباء سوريون يحذّرون من سرعة العدوى في الموجة الحالية من كورونا
بينما لا تزال سورية تشهد زيادة في عدد إصابات كورونا والحالات المشتبهة التي تراجع المشافي والعيادات، يحذر الأطباء من أن الموجة الحالية تتسم بسرعة معدل انتشار العدوى، ويشددون على ضرورة طلب استشارة مختصة في مرحلة مبكرة لتجنب اشتداد الحالة، وتالياً الحاجة إلى عناية مشددة وأجهزة تنفس آلي.
وفي الهيئة العامة لمشفى ابن النفيس التي يراجعها يومياً من 35 إلى 40 مريضاً بشكوى مشابهة لأعراض كورونا منذ بداية آذار الجاري، أشار مديرها الدكتور نزار إبراهيم في تصريح لـ «سانا» إلى وجود 33 إصابة مثبتة بقسم العزل 15 إصابة منها بغرف العناية المشددة.
وبيّن الدكتور إبراهيم أن الطاقة الاستيعابية للمشفى لجهة قبول حالات كورونا المشتبهة تصل إلى 85 سريراً منها 68 سريراً بأقسام العزل و17 سريراً للعناية المشددة.
وعن توافر الأوكسجين للمرضى ذكر الدكتور إبراهيم أن المشفى يزود غرف المرضى الذين يحتاجون دعم أكسجة أو الذين بحاجة إلى الوضع على التنفس الآلي عبر محطة أساسية إلى جانب وجود أسطوانات احتياطية.
وعن علاقة كورونا بحدوث أذية قلبية لدى المصابين، أوضح الدكتور إبراهيم أن عدداً من مرضى كورونا عانوا من احتشاء عضلة قلبية أو خثرات وتجلطات بالشرايين وهي من الأسباب الرئيسة لوفاة بعضهم، لافتاً إلى أن البرتوكول العلاجي يتضمن إعطاء المميعات إضافة إلى الكورتزون ومضاد إنتاني جرثومي وفيتامينات دال وزنك.
ولفت الدكتور إبراهيم إلى ضرورة طلب الرعاية الطبية في المشفى والمراكز الصحية في بداية الأعراض، إذ تصل بعض الحالات إلى المشفى في وقت متأخر الأمر الذي يزيد الحاجة لغرف العناية وأجهزة التنفس الاصطناعي ويقلل نسبة الشفاء، مؤكداً أن جميع الكوادر الطبية في المشفى على درجة عالية من الخبرة والجاهزية التامة للقيام بواجبهم المهني والإنساني ويصل عددهم إلى 350 من أطباء اختصاصيين ومقيمين وممرضين وفنيين.
وجدّد الدكتور إبراهيم الدعوة لضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية لأنها السبيل الوحيد لكسر حلقة العدوى خاصة ارتداء الكمامة والتباعد المكاني واستخدام المطهرات.
وعن الأعراض التي تظهر على مرضى كورونا خلال الفترة الأخيرة، بيّن اختصاصي الأمراض الداخلية والصدرية الدكتور مضر نيازي عدم وجود أعراض جديدة صريحة لدى المرضى، إلا أن دراسات جديدة أعلنت عن تسجيل إصابة بالعصب السمعي مع شعور بالدوار وطنين الأذن لدى 14 في المئة من الحالات المسجلة عالمياً، معتبراً في الوقت نفسه أن عامل الزمن أسهم بالتعرف أكثر على الفيروس التاجي وما طرأ عليه من طفرات، مشيراً إلى أن الموجة الجديدة لانتشاره محلياً تتميز بسرعة العدوى.
ورأى الدكتور نيازي أن الانتشار الواسع للإصابات خلال شهري تموز وآب الماضيين ثم تشرين الثاني شكل مناعة جيدة لدى جزء كبير من المجتمع، إلا أن الموجة الجديدة ظهرت بإصابات أكبر لدى فئة الشباب، مشيراً إلى أن تكرار الإصابة وارد ولكن بعد ستة أشهر على الأقل وفق آخر الدراسات.
ولفت الاختصاصي إلى أن المميعات لمرضى كورونا من عمر أربعين عاماً وأكثر الذين تطلبت حالتهم دخول مشفى أي حالات متوسطة وشديدة أصبحت ضرورية جداً لوجود إصابات احتشاء قلبي ودماغي وصمة رئوية بين المرضى.
وأكد الدكتور نيازي أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية ولاسيما بقاء مضعفي المناعة والمسنين في المنزل قدر المستطاع والإسراع بتقديم اللقاح لأكبر شريحة ممكنة.