حوار هزلي يستمر بشكل متقطع إلا أن الديمومة المنسوبة له من «باب» التكرار, و«فصل» لا تصالح، التي كتبها يوماً كليب للزير، هي حوارات معروفة مادامت المشاجرات الزوجية قائمة على قدم وساق أسرية، و«على عينك يا أهل وبيت الإحمى وعلى عيون الأطفال».. مشاجرات حاضرة حتى في تلك البيوت التي ظاهرها رفاهية دار أو حتى توصيف يسبق اسم الزوج على الباب, بما بعد حرف الدال اسم فلان أو المهندس والمحامي والتاجر أو الفنان.
الحوار الهزلي – ومن باب كوني أنثى – سبب تحوله لشجار يرجع لصاحب الدار ورب الأسرة والراعي و«الواعة» الكبيرة التي لابد أن تستوعب المرأة بطبيعتها الجسدية وقدراتها العقلية التي من الممكن أن تفقدها بعد «كوكتيل» المسؤوليات التي تتحملها .. وأنها مع حصيلة مخرجات يومية وعلى الرغم من المسموعيات من « كيد وسمّاوية وكهن» … البعيدة عنها مادامت متعصبة لأنفتها, ولكوني متضامنة مع مقولة سيمون دي بوفوار «الأنثى تولد إنساناً ثم تصنع امرأة».
المرأة التي تجتهد لتكون معلمة ومربية لأطفالها وسيدة منزل من مطبخه لمحرابه, وتكون عاملة أو بالأصح وعلى وجه الدقة موظفة، المرأة الموظفة التي سعت جاهدة لتكون من الطبقة العاملة جاءت الحرب على سورية ومفرزاتها ليسهم بعض الرجال بنكبتها ويضيف لصعوبات معيشتها صعوبة تقبله لدوامها الوظيفي, وراتبها الذي لا يكفي لتغطية مصاريف نقلها و«كنادرها» التي باتت تستهلكها بكثرة المشي والركض وراء «باص النقل الداخلي وسرافيس» دمشق وريفها.
ووراء هذه الزاوية صرخة أنثى قابلتني لأنقل وجعها بعد أن عانت ابنتها طالبة التحضيري من الزكام, وأرجع الزوج سبب مرض الطفلة لكون المرأة عاملة, ولولاها لما كان أرسلها للروضة، أي إن مسلسل التنمر الزوجي يستمر بوجوه عدة تفتح أبواب دراسة جديدة للجندرة, وعالم المرأة فهل من «بوفوار» تنصفها ؟؟.