وصلت العلاقات الروسية- الصينية إلى مستوى متطور على كافة الصعد وذلك لمواجهة ضغوط الهيمنة وسياسة العقوبات، كما وتعمقت الثقة السياسية المتبادلة بينهما على مدار ما يقارب العقدين من الزمن وتكثفت الاتصالات على أعلى المستويات.
وفي الذكرى السنوية العشرين لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة أكد البلدان عزمهما على إعطاء هذه المعاهدة زخماً جديداً وتطوير علاقاتهما، لمواجهة التهديدات المشتركة.
وفي الإطار قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن بلاده والصين ستبذلان قصارى جهديهما لتأمين وحماية علاقاتهما المالية والتجارية من تهديدات الدول غير الصديقة لهما.
حديث الوزير الروسي جاء في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الصيني وانغ يي في مدينة غويلين الصينية، وتمحور حول حماية العلاقات والتهديدات التي تنتهجها الدول الغربية، قال لافروف: لا يمكن إدارة الشؤون في العالم عن طريق الإنذارات وعن طريق العقوبات وإجبار الدول الأخرى على التصرف وفقاً لما ينتظرونه منهم. مضيفاً: الولايات المتحدة للأسف تعمل عكس ذلك.
وأشار لافروف إلى أن بلاده ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على العلاقات مع الصين وحمايتها وقال: لن نخضع لأي تهديدات من الدول غير الصديقة لبلدينا وسنحمي طرق التجارة والمبادلات وهذا يجعلنا أقوى.
بل ذهب الوزير الروسي أبعد من ذلك حينما قال: روسيا تعتزم الابتعاد عن الاعتماد على الأنظمة المالية التي تسيطر عليها الدول الغربية.
كذلك تطرق لافروف خلال المؤتمر الصحفي إلى العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وقال: موسكو ليس لديها علاقات اليوم مع الاتحاد الأوروبي كمنظمة، موضحاً أن البنية التحتية للعلاقات بين الطرفين تم تدميرها.
وأضاف: روسيا ستكون مستعدة لأي اتصالات لزيادة التفاعل، إذا أرادت بروكسل العمل لتجاوز الإشكالات الحالية.
كما أعلن إلى جانب نظيره الصيني رفض البلدين للعقوبات أحادية الجانب غير المشروعة والتي يستخدمها الشركاء الغربيون بشكل متزايد، إضافة إلى رفض الألعاب الجيوسياسية.
ولفت لافروف أن روسيا والصين تلاحظان تصرفات الولايات المتحدة التي تهدف إلى تقويض البنية القانونية الدولية بالاعتماد على التحالفات العسكرية السياسية.
هذا وقد تم تمديد معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون تلقائياً بين روسيا والصين لمدة خمس سنوات، وفي السياق قال الوزير الصيني: يصادف هذا العام الذكرى السنوية العشرين لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون وهو أمر مهم للغاية على مدى السنوات العشرين الماضية، حيث أرست هذه المعاهدة أساساً قانونياً متيناً للتنمية المستدامة للعلاقات بين البلدين، وساهمت في تطوير العلاقات الثنائية.
وأعرب الوزير الصيني عن ثقته في أن تساعد المعاهدة الطرفين على الوصول إلى اتفاقيات جديدة، بالإضافة إلى أنها ستكون عاملاً لتنمية العلاقات، مشيراً إلى أن الوثيقة ستحتاج إلى محتوى جديد بمرور الوقت من أجل تكييفها مع الظروف الجديدة للعلاقات الثنائية.
يذكر أن معاهدة حسن الجوار والصداقة تم توقيعها في تموز 2001 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، وفي 28 شباط 2002 تم التصديق النهائي عليها.