التركة الثقيلة.. إرث متناقل ومتراكم في اتّحاد الكتّاب!!
خمس وأربعون يوماً هي الفترة التي قضاها الدّكتور محمد الحوراني في رئاسة اتّحاد الكتّاب العرب، فترة قصيرة جدّاً على تسلّمه الإرث الثّقيل، لكّنه بدأها باجتماعات في مقر الاتّحاد وتغيير الكادر الإعلامي فيها تحديداً المسؤول عن المجلات والصّحف الدّورية وزيارات للفروع في عدد من المحافظات، وآخرها اللقاء الصّحفي الذي عقده يوم الإثنين لإطلاق الخطّة الثّقافية لعام 2021 والإجراءات التّنفيذيّة لها.
يقول الحوراني: لقد تمّت مناقشة الخطّة مع المكتب التنفيذي، واليوم نطرحها للاستفادة من آرائكم وسنرسلها إلى كلّ الفروع وأعضاء الاتّحاد والجمعيات من أجل تسجيل الملاحظات عليها، ولن يكون هناك اجتماع لمقرري الجمعيات والفرع قبل الانتهاء من إبداء الرأي بها، وفي حال رفضت لن تكون موضع تنفيذ أبداً.
وتركّز الخطّة على فئة الشّباب وتأمين الكتاب للطلاب في الجامعات نظراً لعدم قدرتهم في ظلّ الظّروف الاقتصادية الرّاهنة على شراء كتاب وربّما صار الكتاب آخر اهتمامهم فالأولوية لدى الجميع اليوم هي لتأمين لقمة العيش.
يوضّح الحوراني: لقد خسر الاتّحاد مئة مليون ليرة بسبب تلف الكتب في المستودعات، فما الضّير من إهداء الكتاب للطلاب في الجامعات أو إنشاء مكتبات من منشوراته في الأرياف النائية وتقديم الهدايا للمدارس والسجون والأماكن النّائية التي تمّ استهدافها من قبل الإرهابيين وتمّ تدمير مكتباتها بالكامل.
وتتضمن الخطّة أيضاً إطلاق سلسة ندوات ومحاضرات والدّفاع عن الهوية الوطنية والقومية والتّأكيد على العمل العربي المشترك والخروج عن النّمطية السّائدة لشكل النّشاط الثّقافي والتّعاون مع وزارات الإعلام والثقافة والتّربية والتّعليم العالي، ويبيّن الحوراني أنّ وزارة الثّقافة شريك أساس في الفعل الثّقافي وكان هناك تجاوب مع كثير من المواضيع الّتي طرحناها.
“إبداع الأسير” سلسلة جديدة أطلقها الاتّحاد وهي معنية بالبحث عن مبدعين في سجون الاحتلال الصّهيوني، وهي جانب من جوانب العمل مع المؤسسات الثّقافية في الدّول العربية والصّديقة، يقول الحوراني: تواصلنا مع الاتحادات والرّوابط العربية وتواصلنا مع الأمين العام وأبدى استعداده لأن تكون سورية حاضرة في الاتحاد وهذا لا منّة فيه فلولا صمود سورية لم يكن هذا وكان هناك تواصل من كل الدّول العربية، أيضاً كان هناك رسائل متبادلة بين اتّحاد الكتّاب في سورية وروسيا وهناك رغبة حقيقية من الكتّاب الرّوس بزيارة سورية وتطوير العلاقات الثّقافية التي كانت قائمة بعد انتهاء الانتخابات لديهم في الاتّحاد وأعتقد أنها الآن في خواتيمها، وكان هناك زيارات من مسؤولين ثقافيين من أفغانستان وكوريا الديمقراطية وتوقيع مذكّرات تفاهم معهم، منوّهاً بأنّ: هناك بلدان لم يصلها النّتاج العربي مثل أفغانستان، فعندما زارنا المسؤول المعني بالشّأن الثّقافي قال لنا إنّ العلاقات الثقافية تقريباً معدومة!!، فلماذا لا نشتغل على ترجمات من الأدب السّوري إلى الأفغاني والحقيقة بدأنا بالعمل على ذلك وقدّمنا هدية لمكتبة كابول في أفغانستان وزوّدنا مكتبة الجامعة بالكثير من الكتب، كما كان هناك تعاون مع الأصدقاء الإيرانيين لإقامة فعاليات وأنشطة ثقافية تخدم عمل المقاومة عموماً والسّورية خصوصاً.
الشّأن الدّاخلي لاتّحاد الكتّاب أمر يؤرّق الأعضاء جميعاً، وتحدّث به الحوراني مطوّلاً، يقول: كان هناك استئثار بالدّوريات الصّادرة عن الاتّحاد من قبل بعض الزّملاء في المكتب التّنفيذي السّابق بالزّوايا والكتابة، وهذا ما حاولنا تفكيكه أي لن تبقى الافتتاحية حكراً على رئيس الاتّحاد أو شخص واحد، إنّما يمكن للزّملاء المشاركة في كتابتها، إلا في حال كان هناك موقف سياسي ووجب على رئيس الاتّحاد أن يكتبها، وهذا ربما عرّضنا لبعض الانتقادات، كما بحثنا موضوع منح عضوية الشّرف، ففي الفترة السّابقة كان هناك أشخاص منحوا عضوية الشّرف من غير أن يكونوا جديرين بها.
ولعلّ الأمر الأكثر أهمية في الخطة هو مشروع توثيق بطولات الجيش العربي السّوري من خلال التّواصل معهم والاستماع لهم ومن ثمّ كتابة ما قدّموه من بطولات بأسلوب أدبي، يوضّح الحوراني: كلّفنا مجموعة من الزّملاء في جمعيات الاتّحاد للتّواصل معهم ومن ثم سنجمع القصص في كتاب ونصدره لاحقاً قبل الاشتغال عليها درامياً في مرحلة لاحقة.
تركة ثقيلة جدّاً ورثها الحوراني عن سابقين وبدأ العمل لحلّها أو محاولة حلّها، ناسياً ما مضى وغير راغب في الحديث عن الماضي، يقول: أنا شخصياً لا أرغب بـ”نكت” الماضي، إذا أردنا أن نحاسب بعضنا بعضاً ستكون هناك مشكلة كبيرة وحقيقية وهناك أمور كانت تحدث في الاتحاد لا يمكننا الإفصاح عنها نظراً لخطورتها، منوّهاً بأنّ: الاتّحاد لا يأخذ مساعدات من أي جهة ومن الممكن أن يفلس بعد سنتين أو ثلاث سنوات وهناك مشاريع استثمارية يتمّ العمل عليها، لكن هذه الأمور لا يمكن أن تحدث بين عشية وضحاها، وأتمنى منحي بعض الوقت فقط.. لقد اتّخذنا قراراً بالسّير قدماً وأن نضيء شمعة وأنا سعيد بالملاحظات السّلبية أكثر من الإيجابية.