جاء في مقال نقله موقع ” نيو إيسترن آوت لوك” أن التصعيد الأخير للحرب على اليمن كشف عن التأثير المتزايد للولايات المتحدة على السعودية، ما يشير إلى أن الرياح قد تتحول بشكل أساسي في اليمن إلى الضرر النهائي بالرياض.
وتابع المقال: خلال الشهر الماضي، صعّدت جماعة أنصار الله بالفعل من هجومها على السعودية مستهدفة المطارات والمنشآت النفطية والبنية التحتية العسكرية.
وعلى ما يبدو فإن التصعيد الأخير قد يكون جزءاً من مسعى الحركة لكسب نقطة قوة ضد السعودية قبل الجولة القادمة من المحادثات؛ إذ تشير الدلائل إلى أن الحرب على اليمن أدت إلى تآكل الهيمنة السعودية في الخليج والعالم الإسلامي بشكل عام؛ وقد يتكشف عن هذا التآكل إضافة إلى الهزيمة السعودية في اليمن, مسارات يمكن أن تنهي حقبة محمد بن سلمان حتى قبل أن يبدأ الحكم رسمياً، ودليل ذلك قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بتجاهل ولي العهد السعودي والتحدث إلى الملك نفسه.
وأوضح المقال أن قرار بايدن هذا يكشف عن تضاؤل فرص محمد بن سلمان في الولايات المتحدة، إذ إن ما ناقشه الملك السعودي والرئيس الأميركي أيضاً يحمل أهمية حاسمة، فقد أشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن كل الاحتمالات تدل على أن بايدن كان سيقترح على الملك أن يعيد النظر في اختياره لخليفته ويعيد الأمير محمد بن نايف، الذي كان ذات يوم ولياً للعهد قبل أن تضرب عاصفة محمد بن سلمان المملكة.
وتابع المقال نقلاً عن تقرير نشرته صحيفة “The Times” مؤخراً أن الرئيس بايدن يتعرض لضغوط لتأمين الإفراج عن “السعودي المفضل لأمريكا”. وعلى ما يبدو فإن هذا التكتيك يستهدف تقويض شرعية محمد بن سلمان بشكل مباشر كولي للعهد.
فقد أصبح من الواضح أن واشنطن ستدعم نايف ما قد يؤدي إلى جولة جديدة من الانقلابات في القصر. وفي السعي لتحقيق ذلك، ستستغل الولايات المتحدة الأوضاع التي وصلت بها الحرب على اليمن داخل السعودية، بما في ذلك عاصمتها الرياض.
وأوضح المقال أن إصدار التقرير عن مقتل “خاشقجي” والإشارة المباشرة لمحمد بن سلمان يشير بوضوح إلى الطريقة التي تنزع بها الولايات المتحدة مصداقية ولي العهد الحالي بشكل مباشر. وبالرغم من أن الولايات المتحدة لم تصل إلى حد فرض عقوبات فعلية على ابن سلمان، فمن الواضح أن بايدن يضع حداً “للدلال” الغريب وغير المسبوق للمملكة العربية السعودية من الرئيس السابق دونالد ترامب.
ورأى المقال أن هناك دليلاً متزايداً على أن إدارة جو بايدن ليس لديها الكثير من الحب لمحمد بن سلمان وتريد أن ترى رجلاً آخر كملك قادم للسعودية.
وفي هذا السياق،يبدو أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الحرب في اليمن وبدرجة أقل على معاقبة ابن سلمان بشكل مباشر، وعلى الرغم من كون الولايات المتحدة والسعودية حلفاء، فقد أظهرت بعض الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية أن إدارة بايدن تمهد الطريق لهزيمة السعودية النهائية في اليمن.
الآن، وحسب ما جاء في المقال, فقد اتضحت حقيقة أن الحرب على اليمن كانت مغامرة شخصية لمحمد بن سلمان وأن عبء ما يحصل يقع مباشرة عليه وقد يكون له تداعيات هائلة على المستويين المحلي والإقليمي.
ومن المؤكد أن انتصار جماعة أنصار الله وهزيمة السعودية المذلة ستؤدي إلى تلاشي التطلعات السياسية لمحمد بن سلمان بتوليه الحكم رسمياً في المملكة السعودية.
وختم المقال بالقول: لقد أصبحت قدرة ولي العهد السعودي على توجيه السياسة الخارجية للمملكة في الاتجاه الصحيح وإعطاء الأولوية لقرارات الأمن القومي محط تساؤل للنخبة السياسية في المملكة قريباً ولا تزال شخصية محمد بن نايف بارزة في خلفية الصورة في ذات الوقت.