فرنسا ترمي الآخرين بدائها
نشرت صحيفة «اللوموند» الفرنسية في 24 شباط الماضي مقالة بعنوان:«بعض الفرنسيات المعتقلات في سورية يبدأن إضراباً عن الطعام».. انتهى الخبر.
طبعاً «اللوموند» قصدت سجون ميليشيا «قسد»، ولكنها كما حكومة بلادها تقصّدت لغاية في نفسها التعويم والضبابية ، وهذا مؤشر على الفجور الفرنسي الهادف لاستقطاب وتجييش الرأي العام الفرنسي والعالمي من جهة ، وتبرئة شريكة الحكومة الفرنسية وحليفتها «قسد» والإساءة إلى الدولة السورية كما هي عادة فرنسا، وبذلك تنطبق على الحكومة الفرنسية الأمثال الشعبية: «لا يوجد أبلغ من العاهرة حينما تتحدث عن الشرف» و«المجرم حينما يتحدث عن الرأفة» و«الفاسق عن الورع» و«اللص عن الأمانة» و«الذليل عن الكرامة»
قبل تفنيد ادعاء «اللوموند» الكاذب ، نستعرض بعض الحوارات الموثقة لكبرى الصحف الفرنسية وأكثرها عراقة من بين آلاف الاعترافات لمسؤولين فرنسيين عن دعم حكومتهم في رابعة النهار للإرهابيين في سورية.. على مبدأ: «وشهد شاهد من أهلها».. ولكن الحكومات الفرنسية المتعاقبة تفعل شيئاً وتدّعي شيئاً آخر.. فلماذا لا تعترف باريس أن الفرنسيات الـ80 مع أطفالهن 200 هنّ في سجون «قسد» ورفضت فرنسا عودتهن مع أطفالهن إلى بلادهن رغم أنها أعادت رفيقات لهنّ لكن مجنّدات لمصلحة الحكومة الفرنسية -حسب بيان المحاميين ماري دوزيه ولودوفيك ريغنير؟؟
بل ألم تنشر «اللوموند»و ليبراسيون » تقارير تتهم الحكومة الفرنسية بعقد اتفاقيات مع تنظيم «داعش» الإرهابي عام 2014 لمصلحة شركة الإسمنت الفرنسية «لافارج» لتشغيل مصنعها الذي يُعرف باسم معمل «الجلبيه» للإسمنت شمال شرق حلب؟
بل ألم يعترف وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس أن أكثر من ألف فرنسي يقاتلون في سورية في العام 2019؟
ألم تنشر قناة «فرانس24» شريطاً مصوراً لفرنسيين يتحدثون الفرنسية ويعترفون بأنهم يشاركون «النصرة» الإرهابي، في معارك إدلب ضد الجيش العربي السوري؟
أيضاً ألم تنشر «لوفيغارو» تقريراً في العام 2018 تعرض فيه إضراب ذوي الإرهابيين الذين يقاتلون في سورية ضد الشبكات المجنّدة التي تعمل بإيعاز من الاستخبارات الفرنسية؟
وأيضاً نتائج الاستطلاع الذي أجرته «اللوموند» في العام 2019 على عينة عشوائية من 1000 شخصية من 3 دول أوروبية تبين أن 30% من الفرنسيين لديهم رأي إيجابي عمن يسمّون «المجاهدين» الفرنسيين الذين يقاتلون في سورية إلى جانب «داعش» الإرهابي ، أليس هذا دليلاً آخر على أن ثلث الفرنسيين لديهم رضا وإرادة في إرسال بناتهم للقتال إلى جانب الإرهابيين؟
ألم تعترف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف في العام 2014 أن هناك أكثر من 25 ألف مقاتل يقاتلون مع تنظيمي «داعش» و«النصرة» الإرهابيين جلّهم من الفرنسيين.. إذا كان هذا في العام 2014 فكيف في العام 2019؟
ألم تنشر صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية في العام 2015 أن هناك أكثر من 27 ألفاً من الأوروبيين يقاتلون إلى جانب المجموعات الإرهابية في سورية 30% منهم من الفرنسيين؟
ألم تنشر دراسة هولندية أنه في العام 2017 هناك زهاء 5000 سيدة أوروبية هاجرن للقتال في سورية إلى جانب «داعش» أغلبيتهن من الفرنسيات، وهذا لا يكون إلا بعلم الدولة والسلطات الفرنسية والدولة العميقة – وفق الدراسة-؟
ألم ينشر المركز الدولي لدراسة التطرف في العاصمة لندن دراسة أعادت نشرها «الغارديان» البريطانية أن 20 ألف أجنبي من 7 دول يقاتلون إلى جانب «داعش» في سورية أغلبهم من الفرنسيين؟
ألم يفضح الرئيس السابق بالإدارة المركزية للاستخبارات الفرنسية الداخلية برنار سكادارسيني السياسات التي اتبعتها باريس إزاء الحرب على سورية في كتاب بعنوان «الاستخبارات الفرنسية الرهانات الجديدة»، عرّى فيه الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية وعلى رأسها فرنسا، مؤكداً فضل الدولة السورية في إحباط الكثير من الهجمات التي كانت تستهدف فرنسا على أراضيها؟
ألم تكشف الكاتبة الفرنسية المشهورة آن لور مزيمونت بالصوت والصورة احتجاجات الأسر الفرنسية ضد صمت الحكومة الفرنسية المريب تجاه عدم المبالاة.. بل تسهيل ذهاب آلاف الشبان للقتال مع المجموعات الإرهابية ضد الجيش العربي السوري؟
وبعيداً عن التاريخ الحديث الذي يثبت بلاشك انغماس الدولة الفرنسية في دعم وتسهيل الإرهاب بشكل مباشر، فإن لفرنسا باعاً طويلاً وعريقاً وتاريخها الإرهابي يشهد.. فشوارع وساحات سورية شاهدة على المشانق الفرنسية ضد الأحرار ، وذكريات السجناء لا تزال مكتوبة على جدران السجون الفرنسية في المدن السورية.. بل ليس في سورية فحسب، وإنما في لبنان الذي عانى الإرهاب الفرنسي، والمليون شهيد جزائري مازالت أرواحهم منارات تشهد على الإرهاب الفرنسي.
في جعبتنا الكثير من اعترافات أهل البيت الفرنسي، بل من أولي الأمر منهم، ولكن نكتفي بعرض ذلك لتأكيد المؤكد أن الحكومة الفرنسية غائصة في الإرهاب الممنهج- بعلم الدولة العميقة- حتى أذنيها، ولن يفيدها ادّعاء «العفاف» الكاذب وهي الضالعة بشهادات موثقة من أركان بيتها العريق العتيق «الإليزيه» في دعم الإرهاب..؟