شكل سوق الشعلان «التنابل» سابقة في الذاكرة السورية من حيث احتوائه لفكرة تلبية المتطلبات النسوية أياً كانت.. من احتياجات الطبخة وما تشتهي المرأة العاملة أو ست البيت الكسلانة من خضراوات مفروطة ومقطعة ومقشرة ومفروزة بأكياس مونة جاهزة للوضع بالطنجرة مع ماء وزيت فقط ويا فرحة أهل البيت..!!
هذه الخطوة التي تضخمت اليوم وصارت بفضل أثير مواقع التواصل الاجتماعي مشروعاً للتسوق عبر الإنترنت، فالطعام الجاهز يصلك عبر منصة
«البي أوردر» والألبسة والأحذية والهدايا التذكارية التي ممكن أن تكون براد متة صغيراً فيه الشلمونة والمتة والماء الساخن في إناء واحد لزوم الرحلات..، والأمثلة الخدمية كثيرة تصلك أينما كنت بعد خصم مبلغ بسيط أجرة التوصيل..
الفكرة على جماليتها واختصارها للوقت المحسوب للتسوق ومصاريفه التي ممكن أن تضاف إلى أجرة التاكسي أو الميكروباص مصاريف من قبيل كاسة عصير أو سندويشة لزوم المشوار وروائح المحلات والمطاعم الشهية..
أي إن التسوق وفضائياته المفتوحة فتحت المجال الرحب أمام العقول التجارية إن كانت لأصحاب مهن أو حتى عقول فردية لضخ السوق بحاجيات وكماليات لا تخطر على بال، سابقة كل الأفكار وتتماشى لحظة بلحظة مع كل ما يخدم المشتري من سلع واحتياجات.
الفضاء التجاري الرحب شكل نقلة بالأفكار المعلبة الجاهزة المقدمة أيضاً على طبق افتراضي فلسفي فيه الحكم والأمثال والطرائف المتبادلة كتسويق يشبه إلى حدٍ كبيرٍ العصر التجاري الحجري المبني على تبادل المنتج من بيض مثلاً مقابل فاكهة أو قمح .. ومابين قص ولصق فاض الافتراض بمنتج مقبول في سوق الوجع والتعب وغلاء الأسعار ..
إلا أن فكرة التسويق لـ«الحمار و ميتر» المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تستحق الاهتمام حد المطالبة بعقل أكاديمي يطبقها على أرض الواقع كما لو كانت نصاً يشبه «الفنكوش» لعادل إمام.
فـ «الحمار و ميتر» كنص افتراضي كانت الدعاية الأولى له:
هو« جهاز يقيس درجة حمرنة الشخص الذي تتكلم معه لتتفادى مناقشته أو التعامل معه ..» والجهاز مازال قيد التطوير حتى اللحظة.
بالفعل إن صار وتحققت تلك المزحة سيكون لجهاز الحمار وميتر «سيطاً» يشبه تماماً تأثير«الفنكوش» الذي لم ولن ينزل السوق لما له من تداعيات يمكن أن تطول الكثير ممن يسوقون أنفسهم « فهلوية» وأصحاب عقول.