أكد مقال نشره موقع “موون أوف ألاباما” الأمريكي أن السياسيين والعسكريين الأمريكيين ميالون إلى التلطي خلف حجة “استعادة الردع” لتبرير أعمالهم العسكرية العدوانية، مثلما حصل عندما أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل غير قانوني باغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني 2020، تحت ذريعة “استعادة الردع ضد الهجمات الصاروخية من القوات العراقية المدعومة من إيران”.
ولفت المقال إلى أن واشنطن لما تسأم بعد من التهديدات بعمل عسكري رداً على الهجمات التي لم تكن لتحدث في المقام الأول لولا تصرفات ترامب المتهورة، فلولا حملة “الضغط الأقصى” وقرارات ترامب الاستفزازية لما كانت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بالقدر الذي هي عليه الآن.
وأوضح المقال أن الرئيس الحالي جو بايدن يواصل بدوره السير على نهج سلفه من دون إجراء أي تغيير خاصة فيما يتعلق بالسياسات تجاه سورية والعراق وإيران، حيث زعم بايدن أن الضربة الجوية التي شنت مؤخراً على قوات الأمن العراقية قرب الحدود السورية- العراقية كانت تهدف إلى “ردع المزيد من الضربات الصاروخية على القوات الأمريكية في العراق”.
ورأى المقال أن توجيه واشنطن “رسائل” كتلك من خلال الضربات الجوية لن ينجح وجلّ ما تحققه هذه الضربات هو توسيع دائرة العنف، مؤكداً أن إدارة بايدن لم تتعلم بعد الدرس الذي تعلمه ترامب عندما سئم من استفزاز إيران وحلفائها، ألا وهو أن المقاومة هي التي تتحكم في وتيرة التصعيد في الشرق الأوسط وهي تعي كيفية استخدام هذه القدرة.
ووجد المقال أن تجاهل الوسائل الإخبارية الأمريكية الهجمات المستمرة على القوافل اللوجستية الأمريكية في العراق أمر مثير للاهتمام، صحيح أن هذه الهجمات غالباً ما يقتصر تأثيرها على الأضرار المادية إلا أنها بمنزلة تذكير دائم بأن الكثير من العراقيين يريدون أن تغادر الولايات المتحدة بلادهم، علماً أن الجماعات التي ترتكب هذه الهجمات لا تعتمد على إيران ولا تمتثل لرغباتها، إنها جماعات عراقية محلية تنتقم لاغتيال إدارة ترامب لاثنين من قادتها.
وأشار المقال إلى أنه في أعقاب اغتيال سليماني والمهندس، صوتت أغلبية في البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب جميع القوات الأجنبية بمغادرة البلاد، ومن ناحية أخرى أعلنت الحكومة الإيرانية أنه يتعين على الولايات المتحدة مغادرة الشرق الأوسط، وفي الواقع لا يمكن ردع لا الجماعات العراقية ولا إيران عن محاولات تحقيق تلك الأهداف.
وأضاف المقال: الطريقة الوحيدة لتغيير ذلك هي محاربة وهزيمة وغزو إيران، لكن الولايات المتحدة و”إسرائيل” ليستا على استعداد لدفع ثمن قيامهم بذلك، فقد هزمتهم إيران، في الوقت الذي تتجاهل فيه إدارة بايدن المطالب بترك العراق والشرق الأوسط على مسؤوليتها الخاصة.