إنتاجنا السمكي .. مازال خجولاً..!!
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والحصار الظالم والحرب على البلاد، نحن أحوج ما نكون إلى التركيز على المشاريع التنموية والمشاريع المولدة للسلع وخاصة السلع الغذائية، بمعنى آخر التركيز على المشاريع الزراعية وتربية الحيوانات بمختلف أنواعها, ما يحقق الأمن الغذائي.
ومن بين تلك المشاريع تنمية وتطوير إنتاجنا من الأسماك البحرية وبالمياه العذبة، فمازال هذا الإنتاج خجولاً جداً لا يرقى إلى مستوى الطموح والإمكانيات الطبيعية التي تتمتع بها سورية، فلدينا البحر والعديد من المسطحات المائية العذبة التابعة للسدود، والتي يمكن أن تكون مرتعاً وبيئة خصبة لتربية الأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة.
لكن للأسف نعاني حالياً من تراجع حاد في إنتاج الثروة السمكية, حيث وصل الإنتاج العام الفائت ما يقارب 5,5 ألف طن في حين وصل الإنتاج في السنوات ما قبل الحرب على سورية إلى ما يقارب 18 ألف طن. وكانت حصة الفرد ما قبل الحرب ما يقارب 1كغ، بينما هي حالياً أقل من نصف كغ، وهو رقم خجول جداَ مقارنة بـ 8 كغ عربياً، و20 كغ عالمياً، فالكثير من العائلات لم تدخل الأسماك على مائدتها منذ سنوات طويلة، وهي مادة ضرورية غذائياً وصحياً.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا ما زال الاهتمام بمشاريع استزراع الأسماك البحرية والعذبة لا يلقى التحفيز والتشجيع لدى مؤسسات الدولة، والغريب أننا نرى حركة نشطة في دعم المشاريع السياحية على شاطئ البحر وهي مشاريع خدمية, في حين نحن الآن بأمس الحاجة للمشاريع الإنتاجية، كتربية الأسماك مثلاً، فيمكن استزراع الأسماك البحرية بأقفاص أو أحواض ضخمة داخل مياه البحر أو من خلال إقامة أحواض بالأراضي القريبة من الشاطئ وتغذيتها بالمياه البحرية بواسطة المضخات, إضافة للاستزراع في بحيرات السدود والسدات المائية.
لن ندخل في تفاصيل الأسباب الكثيرة لتراجع الإنتاج السمكي والتي باتت معروفة للجميع وهي الصيد الجائر بمراكب الجرف أو استخدام وسائل الصيد الممنوعة كالديناميت والسموم والكهرباء إضافة إلى خروج الكثير من المزارع السمكية العذبة عن السيطرة بسبب الحرب. فالتباكي وذكر الأسباب والصعوبات لن يفيد، بالتأكيد هناك صعوبات وعراقيل في أي مشروع لكن مهمتنا تذليل هذه الصعوبات لا وضع العصي بالدواليب، وذلك للاستفادة من الإمكانيات المتاحة, فالبحر ومياهنا ثروة ضخمة لكنها مازالت ضائعة ولا نستفيد منها كما يجب.