التكنولوجيا النووية والتفاوض من موقع القوة
لماذا على الجمهورية الإسلامية في إيران الانتظار وتجميد برنامجها النووي، في وقت تم فيه كشف الأهداف الغربية من المماطلة في إعطاء إيران حقوقها في الاتفاقية الدولية حول برنامجها النووي بين إيران ومجموعة 5+1، وأهمها تأخير وصول إيران إلى التكنولوجيا النووية؟.
المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، دعا إلى البدء في تخصيب اليورانيوم، وإيران تعمل على مسارين بشأن ملفها النووي ولا تقف على مفترق طرق تنتظر الغرب، الأول: الوصول إلى التكنولوجيا النووية لحاجتها المستقبلية في هذه العلوم التي لا غنى عنها، وبالتالي التفاوض من موقع قوة، والثاني: البقاء على موقفها التفاوضي الذي ينطلق من مسلمة يجب تنفيذها وهي أن على الغرب العودة للاتفاق النووي بلا زيادة ووصول إيران إلى كامل حقوقها المنصوص عليها بالاتفاقية.
الدول الغربية تبادلت الأدوار فيما بينها، فبينما تنسحب أمريكا من الاتفاقية الدولية تدعي أوروبا الحرص على الاتفاقية، وهذا ما وضع إيران في موضع الإرباك، لكن إيران اليوم بقرار التخصيب الجديد، تضع الغرب كله أمام خيارين أما الاتفاقية بكاملها أو لا اتفاقية.
المماطلة الغربية واضحة في أسباب تأخرها في استكمال الاتفاقية النووية، فالهدف الأبرز اليوم هو برنامج إيران الباليستي التي ترفض إيران ربطه بالملف النووي، والذي تخشاه “إسرائيل” أكثر من قنبلة نووية.
للعرب الذين يقفون في الطابور الصهيو- أمريكي ويكررون تهديدات “إسرائيل”، ماذا ستضرهم قنبلة إيران النووية، لو افترضنا جدلاً امتلاكها لها، ولماذا الخوف منها، ما الاحتمالات؟ لا بد من إعمال العقل لأن هذا لا يضر!
إيران بقرارها الجديد تكمل مشرعها العلمي من جهة، ومن الأخرى -إن تمت العودة للتفاوض- فستفاوض من موقع القوة التي يفهمها الغرب جيداً.