وصلت الطفرة الثالثة من «كورونا»، والبشر «طفرانة»، كأنّ هذا الكوفيد اللعين «موقّتها» بحيث تصبح «الكمامة» و« الأزيثرومايسين» مع فيتامين سي و«الحباشات» الأخرى، أعباءً إضافية مع الخبز والغاز والكهرباء و«الذي منّو»، وبالتالي يمكن اتهام هذا الفايروس بأنه شريك في المؤامرة الكونية التي يتعرض لها الفقراء المعتّرون من قبل الإمبريالية العالمية وما لمَّ لمّها!.
الطريف في الأمر، أن الفقراء حتى اليوم لا يصدقون أن هناك وباءً يجتاح العالم اسمه «كورونا»، وعندما تحذر البعض وتطلب منهم وضع الكمامة حتى لو كانت مصنعة منزلياً من قماش «الساتان» و«الدريفيرا»، فإنهم يسخرون من سذاجتك في فهم الأمور، فمن لم يمت بالسيف مات «بالكريب» يقول أحدهم، ويردّ آخر «أكتر من القرد ما مسخ الله»، فيما يعتقد ثالث بأن الموت رحمة في هذه المرحلة شرط أن يتم بأقصى سرعة وبأقل قدر من الآلام والعذاب!.
الطوابير أمام الأفران والجمعيات الاستهلاكية وفي باصات الميدان – شيخ، و مهاجرين – صناعة، و المزة جبل – كراجات… تؤكد صحة ما يذهب إليه أولئك عندما يستهزئون بإجراءات الحماية الفردية مادام الحبل متروكاً على غاربه، ولا نجاة للمواطن من المخاطر التي تلاحقه، فهو إن نجا من الجوع فلن ينجو من “الكوفيد” الذي يلاحقه في كل مكان مثل ظله.. يا لطيف!.
يقول الدكاترة وخبراء الأوبئة، إن الطفرة الثالثة تصيب الأطفال والكبار على حد سواء، وهي أسرع في الانتشار من غيرها، وبالتالي فإن من اتهمَنا بالسذاجة عندما طالبنا بالوقاية والانتباه، معه الحق خاصة عندما يردف بأن المدارس بمراحلها المختلفة مستمرة في الدوام كأن شيئاً لم يكن في ظل حماية تكاد تكون معدومة للأسف، وهذا يعني أن الأهالي سيصابون في المنزل بسبب العدوى من أبنائهم هذا إن نجوا من الباصات والشوارع والاصطفاف أمام الأفران والمؤسسات الأخرى!.
وصلت الطفرة الثالثة من كورونا، والبشر «طفرانة» ليصدق المثل القائل: «فوق الموتة عصة القبر».. «طفرانين» وما «حيلتنا اللضا».. عرفتوا كيف؟.