في كل قضايا الدعم والمواد المدعومة؛ هناك دائماً خطوة ناقصة، أو قطبة مخفية ابتداءً من دعم الخبز والمحروقات إلى دعم مربي الماشية والدجاج..
بل إن مؤسسات التدخل الإيجابي بكل تسمياتها وتعدد مهامها لا تألو جهداً في سبيل إيصال الدعم إلى مستحقيه، وهي «تطحّ » ليلاً ونهاراً للوصول إلى «المستحقين» الحقيقيين..
ففي موضوع الدواجن والماشية؛ افتتحت المؤسسة العامة للأعلاف مؤخراً دورة علفية جديدة يمكن أن نطلق عليها «سوبر إكسترا» استهدفت (27) مليون طير من الدجاج، قدمت لها كمية (34) ألف طن من الذرة و (4100) طن من كسبة الصويا و(1350) طناً من الشعير، أي تخصيص ما معدله (2) كغ لكل «صوص» ورغم أن الكمية مدعومة، فهي قليلة أيضاً، وليس هذا المهم..
إنما المهم يا سادة؛ إن أعلاف الدواجن هي خلطة من الذرة والصويا «مطحونة ومخلوطة» بنسب محددة، لكن مؤسسة الأعلاف قدمتها للمربين كما يقال على «حبتها»، الذرة كما هي من دون طحن، والكسبة أيضاً، وهذا ما دفع المربين إلى بيعها «بتراب المصاري» تقريباً بعشرة في المئة من سعرها الحقيقي إلى أصحاب معامل الأعلاف الذين أعادوا بيعها للمربين بـ (1،5) مليون ليرة للطن الواحد، أي إنهم «التجار ما غيرن»؛ ابتلعوا كل هذا الدعم بإرادة المربين والمؤسسة، ومن دون «قصد».. وهذا ليس اتهاماً للمؤسسة – معاذ الله – فهذه طاقتها القصوى، وحتى لو قامت بطحن هذه الكميات، وخلطها في معاملها، لن تتمكن من إنجازها كاملة، لذلك نقول: إنّ «أبواب» التدخل الإيجابي الكثيرة والمتعددة؛ مليئة بالقطب المخفية التي تجعل من عملية الدعم معكوسة في بعض الأحيان، وربما غالباً !!