رأى مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” أن استعداد حلف “ناتو” لضمان الانتشار العسكري الأمريكي في أوروبا وتوسيع نطاقه ليشمل المحيط الهادئ يوضح أن هدف الحلف الحالي يتعلق بدعم الولايات المتحدة أكثر من “تأمين السلام”.
ولفت المقال إلى أن الاجتماع الافتراضي لوزراء دفاع منظمة حلف شمال الأطلسي الذي اختتم مؤخراً وُصِف بأنه الفرصة الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن للعمل على تحقيق وعده بإصلاح الضرر الذي لحق بالتحالف العسكري بسبب السياسات المثيرة للجدل لسلفه دونالد ترامب.
وقال المقال: وفي حين تم التركيز على إدعاءات توحيد “ناتو” في ظل قيادة أمريكية جديدة أكثر شموليةً، فإن الحقائق القاسية التي تخص أولويات السياسة التي تحدث عنها وزير الدفاع الأمريكي الجديد لويد أوستن والاقتصاديات الكامنة وراءها، تشير إلى ضعف الولايات المتحدة وتطلعها إلى تعميق استغلالها للتحالف العسكري الأوروبي بغرض دعم الولايات المتحدة المنحدرة المكانة والقوة.
وأشار المقال إلى أن المخاوف المالية ظلت إحدى القضايا المركزية التي تواجه الحلف، حيث واصل أوستن الضغوطات على الدول الأعضاء لتلبية عتبة 2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي، للإنفاق الدفاعي التي تم تحديدها في عام 2014 (حالياً تسعة فقط من أعضاء ناتو البالغ عددهم 28 قد استوفوا هذا المطلب).
ولفت المقال إلى أن الأمين العام لحلف “ناتو”، ينس ستولتنبرغ عزز دعوة أوستن لزيادة الاستثمار في ما أسماه “أنشطة الردع والدفاع الأساسية لحلف ناتو”، مقترحاً أن يبدأ الحلف تمويلاً مشتركاً لمختلف المجموعات القتالية، كل منها بحجم كتيبة، التي نشرتها الدول الأعضاء في بولندا ودول البلطيق تحت ستار “ردع العدوان العسكري الروسي” علماً أن الترتيب الحالي ينص على أن الدولة التي توفر القدرات توفر التمويل أيضاً، ووفقاً لستولتنبرغ، فإن عملية التمويل المشترك ستظهر التزاماً متبادلاً بنوع الدفاع المشترك المنصوص عليه في المادة “5” من ميثاق “ناتو”، والذي يُشار إليه غالباً على أنه قلب وروح الحلف.
وأضاف المقال: لكن مفهوم التمويل المشترك يخفي حقيقة أكثر إيلاماً، ألا وهي أن نشر مجموعات قتالية عسكرية تابعة لـ”ناتو” في بولندا ودول البلطيق لا معنى له عسكرياً بحد ذاته، فروسيا ستهزم هذه القوات وتجتاز دول البلطيق في غضون ستين ساعة بعد بدء الأعمال العدائية.
إن حجم القوة القتالية التي يجب نشرها في دول البلطيق لتغيير هذه النتيجة يتجاوز حالياً قدرة “ناتو” على الانتشار والاستمرار وذلك وفقاً لتحليل حديث نشرته مؤسسة “راند” الأمريكية.
صحيح أن لحلف “ناتو” تاريخاً في توسيع نفوذه العسكري إلى ما وراء حدود أوروبا، وعلى الأخص في العراق وأفغانستان وأيضاً في شمال إفريقيا والخليج العربي، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُجرى فيها نقاش كبير بشأن دور عسكري محتمل لـ”ناتو” في المحيط الهادئ.
وأكد المقال أن “ناتو” هو مؤسسة حرب غير قادرة على صياغة حلول غير عسكرية، بالنظر إلى تركيز الحلف على العسكرة، ويتضح هذا في كل من العراق وأفغانستان، حيث أجمع كل الخبراء تقريباً على أنه لا يوجد حل عسكري هناك، ومع ذلك يستمر ستولتنبرغ في المطالبة ببقاء قوات “ناتو” في كلا البلدين إلى أن يجد أحد الحلول العسكرية! ينطبق الشيء نفسه على عسكرة “ناتو” للمشاكل السياسية الموجودة في أوروبا الشرقية، مفضلاً نشر المجموعات القتالية بدلاً من إرسال الدبلوماسيين.