الطريق الشائك

شائك طريق العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران حتى الآن, هذا ما هو واضح من خلال تفاعل الأحداث حول هذا الموضوع، ورغم كل الرسائل الصادرة من واشنطن ومن الأوربيين حول أهمية العودة إلى الاتفاق إلا أنه لا خطوة فعلية من واشنطن للبدء بمسار دبلوماسي يعيد إحياء الاتفاق الذي خرج منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

لا يتوقف الأميركيون عن إثارة الأحاديث حول الاتفاق والعودة إليه, لكن عودتهم لا تزال على شكل تصريحات بعيدة فعلياً عن الواقع ويبدو التشتت جلياً في السلوك الأميركي تجاه هذه القضية وربما عمداً, فتارة يتحدثون عن عودة إيران إلى الاتفاق وتليها عودتهم, وبعدها يشركون ملفات أخرى في صلب الاتفاق، وتارة يتحدثون عن مفاوضات لتوسيع الاتفاق أكثر وإمكانية انخراط دول إقليمية في المحادثات المستقبلية, ثم يعودون ليؤكدوا أن الأزمة لا تنحصر بمن يخطو الخطوة الأولى للعودة بعد أن كان حديثهم حول ذلك خلال الفترة السابقة, ما يطيل في أمد هذا التشتت أكثر.

ووسط هذا التخبط يبدو أن الطريق تزداد وعورة أمام الرئيس الأميركي جو بايدن ليخطو الخطوة الصحيحة نحو العودة إلى الاتفاق، فهو من جهة يصرح بضرورة العودة والامتثال لبنود الاتفاق مقابل التزام طهران التي أكدت الاستعداد للالتزام الكامل ببنود الاتفاق مقابل رفع العقوبات، ومن جهة أخرى يكمل ما بدأه سلفه لكن بعبارات مختلفة أو بأسلوب آخر بينما يحتفظ سراً بالأهداف ذاتها حيث لم يظهر منه ما يخالف ذلك حتى الآن.

منذ توقيع الاتفاق عام 2015 مروراً بتطبيقه وصولاً إلى انسحاب ترامب منه وما تلاه من عقوبات قاسية طالت حياة الشعب الإيراني، لم تقبل إيران أي مس بسيادتها أو انتزاع لقراراتها الوطنية والدفاعية، وكل محاولات ابتزازها لفرض شروط عليها أخفقت سابقاً.

وإذا كان بايدن يأمل بتراجع إيران عن حقوقها التي يوفرها الاتفاق فإن آماله ستصاب بالخيبة, وإيران لن تلبي أمنياته في هذا التوقيت كما لم تلب أمنيات مماثلة في توقيت سابق رغم كل وسائل الضغط التي مورست ضدها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار