قضية حياة
.. «لأنني أمتلك حياة واحدة، كما يقول العقاد، وحياة واحدة لا تكفيني القراءة تجعلني أعيش أكثر من حياة وأجرّب أكثر من تجربة .. القراءة تقربني من ذلك وإن كان في خفاء».
ما بين الكتاب الإلكتروني والكتاب الورقي مسافة وبون بعيد، فلكل من يؤيده، ورغم حميمية الكتاب الورقي وملمس الأوراق الناعمة وحمله معك في الحقيبة والبيت ووضعه على الطاولة بحيث لا يغيب عن ناظريك، إلا أن الضغوط الاقتصادية والمادية تجعل الكفة تميل نحو الكتاب الإلكتروني في هذه الظروف، حيث لا يحتاج في أغلب الحالات إلى تكاليف كبيرة ما عليك إلا أنك تختار العنوان الذي تحبه وتقوم بتنزيل الكتاب على هاتفك المحمول أو جهاز الكمبيوتر.. يمكنك أن تحمله وهو على هاتفك أيضاً أينما كنت وتستفيد من أي وقت للفراغ كأن تقرأ وأنت في الحافلة أو تنتظر موعداً عند الطبيب أو في الحديقة.
المهم ألا تبتعد عن الكتاب أو تهجره، فهو الصفوة من الأصدقاء ومجلسه نعيم ومعرفة وصحبته لا تكلّ ولا تملّ وما علينا إلا أن نعوّد أبناءنا على صداقة الكتب.. إنها قضية ثقافة وحضارة وتستحق كل اهتمام.
الدول المتقدمة والقوية عرفت السر في قوة «اقرأ» وجعلت القراءة طقساً ممتعاً في كل مكان، وتفننت في تشجيع مهن النشر والكتابة وتحفيز القراء.
لماذا نقرأ؟ يجيب عشّاق الكتب: «إنني أقرأ لأنني هكذا أمتطي جواد السفر وأجوب البلدان من مكاني في كتب الرحلات».
أقرأ.. «لأن العالم الذي أنا فيه انقلب عن طبيعته وفتكت به الفوضوية العارمة فأشعر بأنني بعالمٍ آخر متزن، فلو أن الحاضر سيئ والمستقبل مجهول لعدتُ إلى الخلف أرحل بين كتب التاريخ لعلي أظفر بما سيكمل لي حياتي».
أقرأ.. «لأنني آخذ نزهة جميلة مشوقة في عقول الآخرين وهم نائمون في بلاد أخرى فأدخل بيوتهم وأبيت معهم وأشاهد حياتهم».
أقرأ.. «لأحاور كتّابي المفضلين سواء أكانوا يتنفسون أم تواروا في التراب، فهم ما زالوا هنا بين كتبهم، هؤلاء هم الخالدون».
أقرأ.. «لكي أبلغ سعادتي المختلفة عن سعادة الآخرين التي تجسدت حرفياً في المال، فالقراءة تعطيني السعادة دون مقابل ونِعم التجارة».
وأنت يا صديقي لماذا لا تقرأ؟