أذهلتني مشاهد، ما سمّاه علماء الفضاء «محاكاةً لهبوط العربة برسيفيرانس على سطح المريخ»، تلك المحاكاة المفترضة لما سيحدث أثناء الهبوط الفعلي، جعلتني «حاكي حالي» وأنا أرى بأمّ العين وعلى ضوء «اللدّات» والشحن المنخفض جداً على «الموبايل»، كيف وصلت البشرية إلى المريخ، وبدأت تخطط لإشغاله بالعقارات و«المولات» والجمعيات السكنية والأوتوسترادات، وفكرت – بكل براءة – كم سيبلغ سعر المتر «على العضم» هناك؟ هل سيكون أرخص من جرمانا مثلاً، أم إن العالم سيخترع طريقة للخلاص من المضاربات وغلاء «الشمينتو» و«كومات الرمل» والخلاطات؟ هل سيعتمدون البطاقة الذكية هناك أيضاً من أجل توزيع الخبز والسكر والرز ونسمة الهواء، أم إن رؤساء البلديات في المريخ سيضعون حداً للسماسرة والتجار وسيتخلصون بشكلٍ فعلي من الازدحام الشديد أمام الأفران، هل ستكون الطرقات هناك محفّرة ومليئة بالمطبات، أم سيفرشونها بـ« السيليكون» والفلّين كي تمشي المركبات هناك بشكلٍ يتناسب مع تقنيات الفضاء فعلاً؟.
المحاكاة الافتراضية لكيفية هبوط العربة « برسيفيرانس» على المريخ الذي سيحدث خلال فترة قريبة، جعلني «حاكي حالي» فعلاً!. ماذا سيفعلون بهذه العربة بعد انتهاء مهمتها؟ هل سيحولونها إلى عربة خضار في سوق الهال في الزبلطاني الذي سيتأسس هناك؟ أم إن مؤسسة «المريخية للتجارة» ستتدخل كي تفرز العربة إلى الصالات حتى يستفيد منها الموظفون في نقل المواد وإيصالها إلى التجارة قبل أن تصل إلى المواطنين أو ربما تخزينها في منازلهم الشخصية كي يبيعوها «الطاق طاقين»؟.
بكل صراحة؛ إن المحاكاة الافتراضية لهبوط العربة «برسيفيرانس» على المريخ، جعلني «حاكي حالي» ولم أستيقظ من تداعي الأفكار والحسرات والمشاعر، إلا عندما خَفَتَ ضوء «اللدات» وظهرت الرسالة التحذيرية على شاشة الخليوي: «البطارية منخفضة.. سيتم إطفاء الموبايل».. عرفتوا كيف؟.