إمبراطورية تتغذى على الحرائق
من الصعب أقناع المجرم بأن فعلته فظيعة جداً، خاصة إن “صمم” مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي على مقاسه بقوة أذرعه المالية والعسكرية ومختصرها “بلطجة دولية”، فمن هذا يا ترى ؟.
الاسم: الولايات المتحدة الأمريكية، تاريخ الميلاد: ليس بعيد جداً، عندما تم الاتفاق بين لصوص ومجرمي أوروبا على وقف القتال فيما بينهم في العالم الجديد.
العمل: إشعال الحرائق وقتل الشعوب بالقنابل النووية ثم بالنابالم ثم بالبارود ومن ثم جوعاً أو محاولات الإذلال.
الغلاف “ديمقراطية وحقوق إنسان” واللب نيرون، لكنه هنا من يحرق العالم وليس روما.
أمريكا هنا وهناك حيث الحرائق والقتل والجوع، هناك في فيتنام رواية الإجرام بالنابالم والكيميائي، وفي اليابان حاضرة بقنبلتيها النوويتين، إلى اليوم لا تزالا تشعان سماً أمريكياً في حياة السكان، وفي المنطقة، في العراق تنهب حضارة تفتقد مثيلتها، لكن سرقة الآثار لن تهبها حضارة لم تعمرها أو حتى تستطيع احترامها،.. المغول الهمج وحدهم من يستطيع فعل ذلك، رمي الكتب ومخطوطات وجهد العقل البشري في النهر، هنا المجرم بزمنين مختلفين استحم مرتين في النهر، بعد جرائمه، ويستحم عارياً إلى اليوم، وتتستر عليه حفنة من الفاسدين والمرتشين، بقاياه في العراق والمرتزقة في سورية.
الرهان على “الاعتدال” حسبما تراه أمريكا، أتضح خسارته، ورغم الأدلة والبراهين الكثيرة، يسقط البعض في المجهول ويدخل طواعية في متاهة “البروباغندا” الغربية، ويريد من الآخرين السقوط معه.
الأنظمة التي سارت طواعية وشعوبها مرغمة في الركب الأمريكي سقطت في فخ الضياع، لا هوية حافظة عليها ولا نعيماً هبط عليها.. لا دولارات هبطت على القاهرة من السماء، ولا حماية وأمناً حل في الخليج، وفي العراق حكايات من ألف ألف قتيل وقتيل، الأبرياء وأغلبهم أطفال وحدهم من يزفون إلى الموت بعد العبور من طريق الآلام الذي عبدته أمريكا باليورانيوم المخصب وبالجوع المخطط له.
من يسكن البيت الأبيض أياً كان أو مهما تغيرت صورته لا فرق، فالشعب السوري عايش أشباههم في تاريخه، وصورتهم تتمثل للسوريين بمجرمين كجمال باشا السفاح وتيمورلنك وهنري غورو، وللحضارة الإنسانية بنيرون الذي أحرق روما حاضرة العالم آنذاك من أجل غروره.
المجرمون يعودون بأسماء وصور مختلفة، كما يتكرر العملاء والمرتزقة أيضاً، لكن القادة والرجال والشعوب المقاومة أيضاً تتكرر، وهم من يبقون في النهاية، لأنهم أصحاب الحق، لذلك يتجدد الأعداء ويأتون بألف لون ومن كل اتجاه.
إمبراطورية تعتمد على سياسة الأرض المحروقة، لن يبقى لها ومرتزقتها أي آثر في الحضارة الإنسانية تذكر به، غير ما يذكر به المغول الهمج.