ماذا يقدم المرشد التربوي للطالب أثناء جائحة كورونا؟
يعد الإرشاد من أهم الخدمات النفسية والتربوية التي تسعى المدارس لتوفرها لطلابها؛ من أجل دعم وتنمية قدراتهم، ووقايتهم من الوقوع في المشكلات المختلفة، والحدّ من تفاقمها، ومعالجتها في حال حدوثها، ولاشك في أن الخدمات الإرشادية أصبحت أكثر إلحاحاً في ضوء تفشي فيروس كورونا؛ نظراً لما قد تنطوي عليه أوضاع الطلبة من خبرات وتجارب مرهقة.
زهراء طالبة في المرحلة الثانوية تقول: في بداية تفشي الوباء عانينا قلقاً متزايداً نتج عن المعلومات التي كنا نسمعها عن الوباء وتبعاته، هنا ظهر دور المرشد التربوي في كل مدرسة، من أجل تقديم النصيحة ليجعل الأمر هيناً علينا، وتالياً من أجل تحسين تركيز الطلبة أثناء دراستهم، والاستعداد لتقديم الإسعافات النفسية الأولية للطلاب وكيفية التعامل معه.
أما رنا, أم لطفلين في مرحلة التعليم الأساسي فقد تواصلت مع المرشدة التربوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل سماع إرشاداتها وسبل الوقاية في المدارس، وأكدت لها المرشدة أنها تقوم بالتشاور مع الاختصاصيين للاستفادة من خبراتهم عند الضرورة.
ربى ناصر استشارية تربوية بيّنت أن المرشد في المدارس يعمل على التواصل مع الطلبة، من خلال معرفة خصائصهم النمائية وحاجاتهم، والعمل على تحقيقها عن طريق الأنشطة الفاعلة، والتواصل معهم ومساعدتهم على حل مشكلاتهم المختلفة، على الصعيد الأكاديمي والأخلاقي والتربوي والاجتماعي، وله دور أيضاً في مساعدتهم على اجتياز مراحل مهمة في حياتهم، نحو تحقيق الذات والثقة بالنفس، والشعور بالمسؤولية تجاه المدرسة والبيت والعمل والمجتمع.
والمرشد حلقة وصل بين الإدارة والطلاب، للعمل على دعمهم، وتيسير سبل التعاون بين أفراد وطاقم المدرسة، كما يعد حلقة الوصل بين الطلاب وأهاليهم، لتعزيز نقاط القوة، وتمكين وتوفير دعم ورعاية نفسية لكلا الطرفين، بغية الوصول إلى أفضل مستوى من تحقيق المصلحة الفضلى، فهو شريك في إنشاء هذا الجيل، من خلال عمله مع الطلاب والمعلمين والمجتمع، الذي يقوم بدعم وتدريب الطلبة، وإكسابهم مهارات حياتية، قد يغفل عنها المنهاج في كثير من الأحيان، في ظل ما يحدث في مجتمعنا من ضغوط نفسية واقتصادية وثقافية ووباء كورونا، لذلك لا غنى عنه في الوقت الحالي.
وفي ظل أزمة كورونا كان دورهم كبيراً في توعية الطالب وتقديم الأمثلة، والأنشطة المدرسية، والمشاركة بمسرحيات الأطفال، التي تبين أهمية التوعية الصحية للنظافة وضرورة التقيد بالبروتوكولات الصحية المدرسية، وبناء شخصية التلميذ الواثق بنفسه القادر والواعي بواقعنا الصحي، والملتزم بالقواعد المدرسية والصحية.
وعن أبرز المواضيع التي ينبغي على المرشد التربوي التركيز عليها أشارت الاستشارية التربوية : التركيز على مساعدة الطلاب لتنمية ذواتهم، وتعزيز التوازن الصحي، من أجل الحصول على رفاهية عقلية نفسية اجتماعية عاطفية بدنية، ويجب على المرشد التربوي مساعدة الطلبة على إظهار مهارات التأقلم الفعالة عند مواجهة أي مشكلة، والتركيز من قبل المرشد التربوي تجاه الطالب لاكتساب مهارات النضج الاجتماعي والسلوكيات المناسبة للتعامل مع الآخرين في الوضع الراهن.