(وشو تأخر بكرا) .. !
هجمة ارتفاع غير مسبوق للأسعار كتب علينا أن نستهلّ نهارنا بها يومياً, ومن دون توقف لالتقاط أنفاسنا وكأننا أصبحنا في سباق مع التجار و(الشاطر) من تكون له الغلبة, وسط صمت أو شبه غياب للرقابة عن الأسواق إلا ما يرشح عن بعض الجهات المعنية من تصريحات ببعض الضبوط المسطرة التي لم تعد مقنعة كحل يعيد لتلك الجهات هيبتها الرادعة لدى التجار ويعيد للمواطن القدرة على تأمين أبسط مستلزماته.
فالمتابع لوضع الأسواق ولجميع المواد يرى أن هناك ارتفاعات يومية وصلت لبعض المواد إلى ما يفوق الـ25 % إن لم نقل أكثر, هذا طبعاً حسب (شطارة) كل تاجر ومزاجيته في تحديد أسعار مواده.
ولكن بعيداً عن الآراء التي تعيد ما يحصل إلى تغيرات سعر الصرف التي إن سلّمنا بصحتها فهي لا تتناسب مع تلك الارتفاعات بالأسعار فإن الأسواق شهدت انفلاتاً واضحاً غير مسبوق وأصبح السباق المحموم عنواناً للتجار فيما بينهم للظفر بالنسبة الأكبر من هذه الارتفاعات، ولاسيما مع شبه غياب القطاع العام عن المنافسة في تأمين المواد بالشكل الكافي.
معاناة واضحة لدى معظم الأسر وعجز عن تأمين أبسط مستلزماتها وسط دخول لا تزال تراوح مكانها، وهنا يطرح السؤال نفسه: ألا يستدعي كل ما يحصل في الأسواق الوقوف عنده والقيام بإجراءات مقنعة وعلى وجه السرعة تحدّ من غليان الأسعار وبتشديد الرقابة لتواكب ما يتخذ من قرارات لضمان عدم انعكاسها سلبياً على الأسواق والمستهلك؟ وإلا بغير ذلك ستكون الغلبة للتجار على مستهلك بات عاجزاً حتى عن الشكوى التي تنتظرها منه الجهات المعنية لتتحرك وتقوم بواجبها!
وهنا نقول: إن من يريد أن يعمل لا ينتظر وصول الشكوى بل عليه القيام بواجبه الذي وجد من أجله أصلاً، فهل سيطول انتظار الغد الذي تأخر كثيراً، أم سنرى تحركاً فعلياً ونتائج ملموسة في هذا الإطار نبقى على أمل؟!