الوجود الأمريكي في البحر الأسود يولّد التوترات المستمرة

رأى مقال نشره موقع “إنفوبريكس” أن السياسة الأمريكية العدوانية في البحر الأسود ووجود مدمرات للبحرية الأمريكية بالقرب من الساحل الروسي يثير عدم ارتياح لدى الروس بسبب قرب المنطقة من أراضيهم الوطنية.

ولفت المقال إلى أن الأسطول الروسي أجرى مؤخراً محاكاة لمعركة بحرية في البحر الأسود، حيث توجد مدمرتان أمريكيتان، وعلى الرغم من كونه تدريباً روتينياً وشائعاً للقوات البحرية في أي دولة، إلا أن الوضع أثار قلقاً كبيراً في المجتمع الدولي بسبب القرب بين السفن الروسية والمدمرات الأمريكية، مع العلم أن روسيا تقوم فقط بمناورات مشتركة في منطقة نفوذها وسيكون العامل غير النمطي هو الوجود الأمريكي.

وأشار المقال إلى أن تدريبات أمريكية أجريت في وقت متزامن تقريباً مع التدريبات الروسية, وكانت من أسباب تصاعد التوترات في المنطقة، حيث نفذ “ناتو” عملية بحرية كبرى في البحر الأسود خلال الأيام القليلة الماضية بمشاركة المدمرات الأمريكية العاملة حالياً في المنطقة -حاملة الطائرات “يو إس إس بورتر”، والمدمرة “يو إس إس دونالد كوك”-.

وأكد المقال أن واشنطن طالما سعت لتطويق روسيا عبر البحار، ووجود السفن الأمريكية على طول الساحل الروسي ما هو إلا دليل واضح على وجود مشروع لمراقبة وترصد الأنشطة الروسية في منطقة النفوذ الروسي الخاص، كما أن الوجود الأمريكي القوي بشكل خاص في شمال وجنوب شرق الساحل يعكس أيضاً سعي واشنطن الواضح لإظهار قوتها وبطشها، في محاولة بائسة لإثبات قدرتها على مراقبة الأنشطة البحرية الروسية.

ورأى المقال أن التعدي على السيادة الوطنية الروسية والاستفزاز الخطر الناجم عن الوجود الأمريكي بالقرب من الساحل الروسي بلغ حده، مشيراً إلى أن القلق الأكبر يأتي من القدرات الحربية للمدمرات الأمريكية المنتشرة هناك والمتمثلة في تغطية جميع الأراضي الروسية تقريباً بما في ذلك العاصمة موسكو.

وقال المقال: هذه السياسة ليست عبثية، إذ تخشى واشنطن من التراجع المستمر لهيمنتها البحرية، لذا بدأت بالتركيز على نقاط إستراتيجية تنفذ بتكتيكات محددة تسعى من خلالها إلى كبح أعدائها، وليس مواجهتهم مباشرة، حيث تقوم الولايات المتحدة و”ناتو”، تحت ذريعة “التهديد الروسي” المزعوم، بنشر سفن وإجراء تدريبات حربية بالقرب من الساحل الروسي رغم أنها تدرك أن موسكو لا تشكل أي تهديد وليس لديها نية لخوض حرب معها.

وأكد المقال أن الروس سيتجنبون قدر الإمكان الرد على الاستفزازات الأمريكية بقوة مماثلة، حيث تتمثل إستراتيجية موسكو ببساطة في الحفاظ على روتينها المعتاد بإجراء الاختبارات والتدريبات، وهو ما يكفي لدفع واشنطن لتنشيط نظرية “التهديد الروسي”.

ورأى المقال أنه لا يوجد ما يشير إلى تحسن هذا السيناريو في المستقبل القريب، حيث ستصبح السياسة الأمريكية، في ظل إدارة بايدن، أكثر عدوانية ومن المرجح أن يسعى الرئيس الجديد بقوة إلى استعادة الهيمنة البحرية الأمريكية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار