التظاهرات تجتاح فرنسا

عادت التظاهرات مجدداً لتتصدر واجهة الأحدث في فرنسا مع نزول آلاف الفرنسيين إلى شوارع المدن الرئيسية، احتجاجاً على مشروع قانون تحت عنوان “الأمن الشامل”.

الواضح للعيان ومن خلال المتابعة، أن هذه التظاهرات قد تكتسب زخماً مع الأيام القادمة، لتصبح كاسحة في آذار المقبل, موعد تقديم نص “مشروع القانون” إلى مجلس الشيوخ لاتخاذ القرار النهائي بإقراره أو إبطاله.

المتظاهرون ومنظمو التظاهرات يراهنون على قدرة الشارع على دفع مجلس الشيوخ لإبطال مشروع القانون بوصفه انتهاكاً للحريات العامة، لكن هؤلاء يخشون من أعمال القمع التي يمارسها عناصر الشرطة، خاصة أن الكثير من قضايا العنف التي ارتكبتها الشرطة لم تكن لتكشف لو لم تلتقطها عدسات صحفيين وهواتف الفرنسيين.

اللافت, أن التظاهرات تأتي في ظل الإغلاق العام الذي فرضته الحكومة الفرنسية في سياق إجراءاتها للتصدي لجائحة “كورونا” بعد أن فشلت إستراتيجيتها في وقف انتشار الوباء، وخفض عدد الإصابات إلى 5 آلاف يومياً, وهو الرقم الذي وضعه الرئيس إيمانويل ماكرون شرطاً لإعادة فتح المرافق العامة وتخفيف إجراءات الحجر.

واللافت أكثر، أن هذه التحركات تأتي، وسط ضبابية مدة الإغلاق في ظل تزايد عدد الإصابات اليومية بفيروس “كورونا”, حيث يصارع أغلبية الفرنسيين المصابين، للتشبث بوظائفهم بعد فقدان عدد كبير منهم لعمله نتيجة تخلي شركات كثيرة عن موظفيها نتيجة الوضع الاقتصادي المتردي وإغلاق قطاعات حيوية كاملة وإفلاس شركات فرنسية مهمة وترحيل شركات أوروبية كبرى إلى دول أخرى.

وفي الوقت ذاته، تصارع قطاعات حيوية سياحية واقتصادية مهمة في فرنسا من أجل البقاء، خاصة بعد أن سجل الاقتصاد الفرنسي ركوداً كبيراً وبلغ الانكماش 8.3 %، وما زاد من الإحباط الشعبي تصريح وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير بأن بداية العام الحالي ستكون صعبة على الاقتصاد الفرنسي.

وعليه، فإنه من المتوقع أن يزداد الغضب الشعبي خلال الأيام القادمة على إيقاع اتساع المعاناة جراء الإغلاق العام، وأن تكتسب التظاهرات زخماً كبيراً لتكون استكمالاً للحركة الاحتجاجية على قانون “الأمن الشامل” التي بدأت في تشرين الثاني الماضي.

وأمام ازدياد أرقام الذين يموتون بسبب كورونا، وتردي الواقع الاقتصادي نتيجة الإغلاق العام، يزداد الحنق الشعبي من فشل الحكومة وتخبطها في اتخاذ الإجراءات المناسبة لاحتواء تفشي الوباء، وتلافي الكارثة الاقتصادية التي بدأت تدق أبواب الفرنسيين..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار