التعليم المسائي !
قبل نحو أربع سنوات، وتحديداً في شباط عام 2017، وخلال رده على تساؤلات أعضاء مجلس الشعب أطلق وزير التعليم العالي الأسبق تصريحاً عن التعليم المسائي جاء فيه: ” اعتباراً من العام القادم سيكون هناك تعليم مسائي في بعض الكليات، وسيكون التعليم مأجوراً، ويؤمن دخلاً للجامعة يحسن الواقع المادي لأساتذة وموظفي الجامعة” مبيناً أن “التعليم المسائي يتمثل بجامعات خاصة مسائية ضمن الجامعات الحكومية، بالاعتماد على الأساتذة ذاتهم والأجهزة والقاعات والخطة الدراسية، وبشكل ينافس الجامعات الخاصة وبأسعار معقولة، وبهدف تخفيف الضغط على المواطنين”.
اللافت حتى هذه اللحظة وبعد تلك السنوات، والتي كان من المفترض فيها أن يبصر التعليم المسائي النور في آب 2018 ، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن؟
فهل يتعلق الأمر برغبات الجامعات الخاصة كما جرت العادة، وتالياً نتيجة محاباتها في الكثير من القرارات، كي لا تتضرر مصالحها، وخاصة في مسألة الاعتمادية على سبيل المثال، أي نسبة أستاذ إلى طالب.
وهناك من يرى أن التعليم المسائي، لن يبصر النور طالما أن العديد من كوادر التعليم العالي، حين تصبح خارج الوزارة، يكون الملاذ لها في تلك الجامعات، إما من خلال ترؤسها أو شغل أماكن مهمة فيها، وتالياً ستبقى أي قرارات تخص التعليم المسائي داخل الأدراج، وفي حال تحقق هذا التعليم سيتوجه كثير من الطلبة إلى تلك الجامعات المسائية، لرخصها مادياً، والكوادر التدريسية فيها ستكون من المتمرسة التي خَبرت الحياة العملية والتعليمية، وساهمت في نهضة الجانب التعليمي في تلك الجامعات الخاصة أيضاً، التي لم تكلف نفسها عناء البحث وإعداد الكوادر الخاصة بها، لكونها فضلت الاعتماد على المتاح والجاهز من تلك الكوادر المعدّة في الجامعات الحكومية.
باختصار المدافعون عن الفكرة يرون فيها فائدة لجميع العاملين في قطاع التعليم الحكومي من كوادر تدريسية ومهنية وإدارية، وزيادة في دخل الجامعة، وتحسيناً لواقعها، ولدخل الأستاذ الجامعي مقارنة بما يحصل عليه في الجامعات الخاصة، ويصبح معززاً مكرماً من الناحية المادية، أسوة بغيره من زملائه في الجامعات الخاصة.
السؤال مجدداً: لماذا لم تبصر الفكرة النور حتى الآن، ولماذا لا نعيد إحياءها مجدداً ؟ نظراً للفوائد الجمة المتحققة من ذلك.