«لو كان رجلاً ..»
أن نتعثر لدى عبورنا الطريق برجل مسنّ يتدثر بـ« بطانية معونة»، ونمشي إلى غايتنا كأن شيئاً لم يكن أو أن نعبر بجانب امرأة مع أطفالها تمد يدها للمارة، كلها مشاهد يومية تتعثر بها قلوبنا ونتابع أشغالنا بصمت.
من المؤكد أن الحاجة والعوز هما من يدفعان الناس لاستجداء الغير، ومد اليد للناس، فضلاً عن وجوه المارة الكئيبة والأحلام المؤجلة، وجلّ همّهم تأمين أبسط احتياجاتهم اليومية أي كفاف يومهم فقط ليبقوا على قيد البسيطة ..أي ما يشبه الحياة، واقع مرير لا يحتاج أدلة تؤيد كلامنا إنما هي صور يومية تنطق أينما اتجهت.
إذاً عوامل عديدة تقف وراء ما آلت إليها الظروف المعيشية حد الانهيار بدءاً من ضعف القدرة الشرائية مقابل الارتفاع الجنوني للأسعار، وفلتان الأسواق وهيمنة حيتانها من دون رقيب أو حسيب، حتى إن سياسة التقشف الشديد وشدّ الأحزمة التي تتبعها أغلبية الأسر لم تعد تجدي نفعاً أو تستر عورة الفقر الشديد، فكل تلك الأساليب لا قيمة لها أمام ضعف القوة الشرائية، في المقابل لا أحد ينكر الجهود المبذولة بما يتماشى مع ما نمرّ به من حصار اقتصادي ظالم ولعنة (كورونا) ..لكن الهوّة كبيرة بين الدخل والأسعار, ماوسّع دائرة الفقر أكثر، وسيطرة حيتان الأسواق المتحكمين بقوت يومنا بذريعة سعر الصرف.
ويبقى السؤال: بعد أن سُفح ماء وجوهنا فهل تحسين الحوافز الذي طرحته وزارة المالية سيرمم رقعة صغيرة في ثوب مهترئ بأكمله؟!