لم أدرك القيمة الاقتصادية والفنية، والاجتماعية للجلود إلا متأخراً، أكثر من ذلك كنت إلى وقت قريب أتساءل عن سر تنظيم معرض متخصص بالصناعات الجلدية، ولم يهنأ بالي إلا بعد أن علمت أن الجلود ودباغتها وصناعتها، هي في المرتبة الثالثة من حيث موارد الخزينة، أي بعد النفط والقطن لتتجاوز الشوندر السكري (قبل إيقاف زراعته) والقمح (أيام كانت المخازين تكفي لأعوام)، كما الحمضيات والزراعات المحمية..
هنا (داهمتني) فكرة قد تغير الحال الاقتصادية للكثير من المتعثرين اقتصادياً، وتجعلهم في المرتبة الثالثة اقتصادياً – خاصةً بعد تفشي تجارة الأعضاء في الكثير من الدول، وبعد تفشي (تغيير) الجلد ، الذي يمارسه البعض بشكلٍ مجاني .. بأن يقوموا ببيع جلودهم (ويقبروا) الفقر – وهي أن لا يبيعوا هذه الجلود بثمن بخس لا يتعدى مكاسب بسيطة تحولهم فقط إلى (رجل) كرسي ينفذ دون أن يفكر ، يتهم دون دليل يرمي الناس بسهام صدئة وسرعان ما ترتد إليه، تثقب جلده وتخسره الكثير من ثمنه وقيمته.. تغيير الجلد وتلوينه كما يقال هو صفة لمن يجيد التصفيق والتلفيق، يحتضن القادم، ويشتم المغادر..
الفكرة تكمن في أن يقوم (البائع) ببيع الجلد سليماً نظيفاً لا يهم اللون، لأن لكل لون استخداماً وطريقة في الدباغة والصناعة، وطالما أن هذه الصناعة كثيرة ومتنوعة، فهي تستوعب جميع أنواع الجلود لتخرج منها بماركات قد تضاهي العالمية.. كل هذا حتى لا تصبح مجانية رخيصة تَصِم صاحبها بالكثير من العار !!