أمر عمليات!
كلما بحثنا في جعبة الدول الغربية وأمريكا سنجد دائماً الإرهاب وتنظيماته المرافق الدائم و”المُعتمد” عليه، فمع كل عملية إرهابية تضرب إحدى ساحات دول منطقتنا يكون الصمت الغربي والأمريكي هو الحاضر، ومع كل عملية تخريب أو تدخل يحضر هؤلاء في الكواليس.
استيقظ تنظيم “داعش” الإرهابي من سباته مجدداً وخرج من جحوره، موسعاً من نطاق عملياته الإرهابية في العراق والبادية السورية، في توقيت مثير للاستغراب كما التساؤلات في آن.
العمليات الإرهابية الأخيرة للتنظيم الإرهابي تذكرنا بما صدر مؤخراً عن فرنسا مثلاً من التحذير من عودة “داعش”، وإذا ربطنا الأحداث نجد وكأن هذا التحذير أمر عمليات، فالتنظيم يُصعّد والقوى الأجنبية ترسخ وجودها متخذة من وجود هذه التنظيمات الإرهابية ذريعة.
الغاية من وراء هذه العمليات، أن الدول الغربية ماضية في تطبيق مشاريع السيطرة والتقسيم في المنطقة، ولم تتعظ من دروس الهزائم التي مُنيت بها مشاريعها الإرهابية، لذلك تريد بث الحياة فيها من جديد علّها تجد ضالتها.
أيضاً هناك نقطة غاية في الأهمية، وهي استنزاف الجيوش العربية لإضعاف دول المنطقة، بدليل أن أول ما أقدمت عليه أمريكا عند غزوها واحتلالها للعراق عام 2003 هو حل الجيش العراقي.
المطلوب غربياً إدامة توتير الأوضاع بإيجاد فوضى أمنية تؤدي بطبيعة الحال إلى عدم الاستقرار على مختلف الصعد سياسياً وأمنياً، واجتماعياً واقتصادياً، أي فوضى دائمة ومستمرة.
فكرة انسحاب القوات الأمريكية ولاسيما من سورية التي راجت في عهد الإدارة الأمريكية السابقة كانت خدعة من البداية وبدليل التراجع عن القرار، ولنفترض جدلاً أنها تمت فـ”داعش” الإرهابي هو البديل والوكيل الحصري القائم بالمهمة على أكمل وجه.
اللعبة باتت مكشوفة كما أن أسباب عودة العمليات الإرهابية واضحة، والتلطي خلف الأقنعة لم يعد مُجدياً فالتوجهات الغربية والأمريكية الراهنة والماضية، ذاتها لن تتغير، فأولئك لا يتقنون سوى لغة الإرهاب والفوضى عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا.