تزامنت التفجيرات الإرهابية في وسط العاصمة العراقية بغداد والتي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى مع اليوم الأول بعد تنصيب جو بايدن رئيساً للويلات المتحدة الأمريكية، ما أثار تساؤلات عديدة على نحو هل هي رسالة له، أم هي رسالة بعلمه؟ وما دلالتها في الحالتين؟
إذا كانت التفجيرات من دون علمه فهي رسالة من محركي الإرهاب إلى الرئيس الجديد للولايات المتحدة لكي يستمر في السياسة الأمريكية القائمة على الاستثمار في الإرهاب وبالتالي تقويض قرار مجلس النواب العراقي بسحب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية ووضع العراقيل أمام إمكانية إجراء الانتخابات المقررة بعد أشهر قليلة حتى لا يتوجه العراق نحو الاستقرار والأمن وتعم الفوضى مرة ثانية في الساحة العراقية وتبقى الحاجة للقوات والقواعد الأمريكية بحجة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي الذي سارع إلى إعلان مسؤوليته عن التفجيرات.
وإذا كانت التفجيرات بعلمه -ونأمل أن يكون هذا توقعاً ضعيفاً- فتكون رسالة واضحة أنه لم ولن يغير بالسياسة الأمريكية في المنطقة التي كانت وراء ولادة الإرهاب باعتراف إدارة أوباما الديمقراطية التي كان جو بايدن نائباً للرئيس فيها وباعتراف من هيلاري كلينتون في مذكراتها التي كانت وزير خارجية في إدارة أوباما.
يعزز من هذا الرأي أن الاعتماد على الإرهاب سياسة أمريكية مستمرة سواء في سورية أم في العراق ونقل إرهابيين من وإلى قاعدة التنف ودفعهم للقيام بعمليات إرهابية إجرامية, على طريق دير الزور- تدمر وفي عمق البادية السورية وهو مؤشر على عملية إحياء تنظيم “داعش” في سورية وبالتوازي مع نقل إرهابيين من معتقل الهول في الحسكة باتجاه العراق وتدريبهم وتأهيلهم مؤشر آخر على إعادة إنتاج “داعش”.
والخلاصة أن هذا التصعيد في الأعمال الإرهابية في الأيام الأخيرة لرئاسة ترامب والأيام الأولى لرئاسة بايدن إنما يدل على نيات مبيتة وهدف أمريكي إسرائيلي واحد بإطالة عمر الأزمة في الساحتين السورية والعراقية وإذا أحسنّا الظن بإدارة بايدن فهذا يعني وضع الألغام أمامها حتى لا يكون هناك أي حل إلا ما تمليه الإرادة الصهيونية في المنطقة.