لم ينتظر الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لحظة واحدة بعد أدائه القسم ليبدأ بمعالجة ما يمكن علاجه من أخطاء دونالد ترامب، حيث ترجم ذلك بإصدار أكثر من 18 قراراً تنفيذياً لعله يعيد بعضاً من التوازن ويخفف بعضاً من الاحتقان على الصعيدين الداخلي والخارجي.. لكن (هل يصلح العطار ما أفسد الدهر)؟.
إن قرارات بايدن لا تزال خجولة لأن المطلوب من الرئيس الجديد ليس إلغاء قرارات ترامب المجنونة فقط وإنما إعادة النظر وبشكل جذري بالسياسة الخارجية الأمريكية التي لا تزال تحلم بالسيطرة على العالم واستباحة خيراته وموارده وسرقة كل ما يمكن سرقته لإبقاء البشرية تحت مقصلة التبعية والفقر والمرض، وبالتالي فإن القرارات الأهم المنتظرة من بايدن تكمن في العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات القسرية عن العديد من دول العالم وسحب القوات العسكرية من جميع المناطق التي دخلتها من دون إذن من حكومات تلك الدول وفض تحالفاتها مع التنظيمات الإرهابية ولجم الإرهاب المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين وبحق غيرهم.
للأسف الشديد لم يلمس العرب أي تغيير في سياسات الإدارات المتعاقبة (جمهورية كانت أم ديمقراطية) تجاه قضيتهم المركزية، وبقيت قرارات انسحاب “إسرائيل” من الأراضي التي احتلتها في عدوان حزيران عام 1967 حبراً على ورق وكذلك “حل الدولتين” وتجميد الاستيطان رغم أن أمريكا قد وافقت على تلك القرارات بل ساهمت في صياغتها.
إن إصدار قرارات من الرئيس الأمريكي الجديد لمحو بعض أخطاء ترامب هو جزء يسير من معالجة تراكمات الظلم والجور للسياسات الأمريكية والتي تحتاج إلى حس عال بالمسؤولية من إدارة بايدن وإلا فإن العالم سيبقى على فوهة بركان لن يسلم أحد من حممه المتطايرة.