ترجمة بطيئة ..!

أثبتت كل التجارب والأزمات التي تعرض لها اقتصادنا الوطني أن كل الحلول تمر تحت عباءة الإنتاج بكل مكوناته الزراعية والصناعية والخدمية وغيرها من قطاعات تخدم هذه العباءة , لكن الأهم ما يحمله المكون الصناعي باعتباره الأكثر نشاطاً وتنوعاً , والأقوى في تركيبة المنتج الذي يفرد أجنحته على مساحة الوطن , متجاوزاً حدودها إلى الأسواق الخارجية حتى في ظل سنوات الحرب الكونية الظالمة على بلدنا.
من هنا نجد أن الاهتمام الحكومي بهذا المكون هو الأوفر حظاً في سلم الأولويات, ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي والإداري, لكن الترجمة على أرض الواقع لم تكن بمستوى هذا الاهتمام على الرغم مما قامت به وزارة الصناعة من وضع رؤية إصلاحية شاملة , سجلت خطواتها الأولى, بتشكيل لجان خاصة مهمتها الإشراف على تنفيذ الأنشطة المطلوبة لإصلاح المؤسسات الصناعية , ضمن رؤية واضحة, وبرنامج للتنفيذ, في كل المراحل يأخذ بعين الاعتبار قضايا مهمة يتم من خلالها العبور للتنفيذ في مقدمتها تقييمات الأداء الإداري, وتشخيص المشكلات, وتطوير البيئة القانونية مروراً بإعادة هيكلة المؤسسات وتنظيم بنيتها الإدارية والمالية, دون أن ننسى تحديد الخيارات والطرق التي تسمح بالترجمة الفعلية على أرض الواقع, وفق معايير تسمح بتحليل نتائج كل مرحلة, ودراسة الحالات الإيجابية فيها بقصد تعزيزها, ومعالجة السلبيات والبناء عليها نحو مكون صناعي يحقق زيادة في إنتاجية العامل, ومعدل نمو وقيمة مضافة تعكس الواقع الفعلي لتجاوب كل شركة أو خط إنتاج وفق رؤية الصناعة واستراتيجيتها في عملية التطوير التي تسعى لتحقيقها لزيادة الإنتاجية من جهة, وتحقيق استقرار السوق المحلية وتأمين مستلزماتها من جهة أخرى ..
لكن كل ذلك مازال يترجم على أرض الواقع بحالة بطء شديدة تدخل في تركيبتها إدارات لم تستطع حتى الآن استيعاب ما يحصل, أو حتى التعاطي الجيد مع ما هو مطلوب للخروج من واقع مهترء إلى واقع صناعي أفضل تحكمه إجراءات وحلول ترقى في أهميتها إلى مستوى الطموح الذي يحمل هوية باتجاهين:
الأول إعادة تموضع المنتج الصناعي كحامل كبير للاقتصاد الوطني, والثاني تحقيق العائدية والربحية التي تسمح بتحسين مستوى معيشة العاملين في هذا القطاع وانسحاب ذلك على مستوى العمالة المشغلة للقطاعات الأخرى..
لكن جلّ ما نتمناه تحقيق ما ذكرناه, ونعيش نحن العاملين ببحبوحة معيشية تمنع كل أوجه الحاجة, فهل يطول انتظارنا, ويبقى الكلام كلاماً, والاستراتيجيات مصفوفة كلام نهايتها سلة المهملات ..!؟
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار