العجز سيد الموقف ..!
المطر لا يستأذن تقاعس أحد ولا ينتظر تنفيذ الخطط بل على العكس مع كل هطولات مطرية خيّرة ينكشف المستور منها, مستنقعات ووحول تعبّر عن نفسها, وتدلّ المعنيين على مواطن الاختناقات في محطات صرف وتصريف سيولها, إذ تبدو تبريرات هؤلاء المتصرفين بشؤون الخدمات فقاعات صابون, وتخفت أصواتهم التي تتعالى وتبريراتهم بأنّ الهطولات غير مسبوقة في تاريخ عملهم وتسرح مخيلاتهم باسترجاع تلك الهطولات لما قبل التاريخ, وبأنها تفوق كل تصريحاتهم وتضرب بعرض الشوارع ومستنقعاتها كل استعداداتهم لدرء الشتاء الذي ينتظره فلاحونا بالدعاء أن يغيث محاصيلهم وجهودهم لتحقيق إعلان العام «عام القمح», وعوْدٌ إلى بدء لنسأل: ماذا تفعل مجالس المدن والوحدات الإدارية أمام مشاهد المستنقعات واختناقات الصرف الصحي, وعجزها عن تصريف الهطولات المطرية؟.. أم سيكتفون بالقول: إنّ هذه الهطولات غير مسبوقة, وتفوق سباتهم, أم إنهم منشغلون في الخلافات فيما بينهم على المغانم على حساب المتابعة اليومية للخدمات, وهل تكفي شكوى العديد من هذه المجالس وأعضائها من نقص الكوادر والعمال والآليات وغيرها من المبررات؟
وهل ينتظرون الطوفان للوقوف على أطلال أضراره؟..أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح على وجه المستنقعات ووحول الشوارع وعلى مسامع القائمين على رأس إدارات مجالس المدن والبلدات الذين يعملون على مقولة «أنا والطوفان من بعدي», أوليس من الحري بهذه المجالس تفعيل المبادرات الأهلية والمجتمعية, وإطلاق حملات النظافة, ورعايتها أمام نقص كوادرها وعمالها وتفعيل العمل الشعبي لتفادي تقصيرهم, أم سيبقى التبرير والعجز لديهم سيدي الموقف؟.