(دوّرها دوّر دور) ..!!
حالة من الترقب والانتظار تعيشها معظم الجهات العامة وصلت بها إلى العجز عن إعادة ترميم ذاتها لتقديم الخدمات المطلوبة منها بالحد الأدنى للناس, هذه الحالة أوصلتها إلى الترهل في معالجة الكثير من القضايا أمام شكواها الدائمة من نقص التمويل والإيرادات والعمالة وكأنها تنتظر هبة من السماء أو أي قرارات وخطط محددة تنطلق منها.
الحرب الكونية على البلاد أتت على الأخضر واليابس وزادها في ذلك الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه تلك الدول الداعمة للإرهاب والمزيد من الاختناقات والذي ولّد العديد من الأزمات المعيشية للمواطن.
والسؤال الذي يطرح على بساط البحث: هل تقف تلك الجهات العامة عاجزة عن إيجاد الحلول للخروج بالبلد من عنق الإرهاب الاقتصادي بالمبادرة وتشجيع الابتكار ودعم الكفاءات للانطلاق, أم تبقى رهينة الشكوى التي لم تعد تغني المواطن من عوز أو تسمنه من جوع؟.
باتت كل الشكاوى من نقص إيرادات وتمويل وعمالة معروفة مع معاناة تلك الجهات واضحة للعيان, ولم تعد شكواها مقبولة ولم تعد حالة الانتظار والترقب التي تشلها عذراً مقبولاً لمواطن أدخلته هو الآخر في انتظار عام جديد بأمنيات مدورة من يوم لآخر ومن شهر إلى رأس السنة لعلّه يجد حلولاً تخرجه من عنق الأزمات المعيشية, في ظل غياب خطط اقتصادية واضحة للخروج من اقتصاد يفرضه عجز المعنيين بالعيش (يوماً بيوم), اقتصاد ينطلق بالمواطن نحو مستقبل معلوم الخطا من العمل والإنتاج, وبغير ذلك سيبقى الناس والقائمون على تأمين أدنى متطلبات العيش يدورون في حلقة مفرغة وسندوّر خططنا وأمنياتنا من عام لآخر كما تدور الجهات المعنية معاناتها ومشاكلها ريثما تجد لها جهاتها الوصائية حلولاً لتخرج من سباتها (ودورها دور دور)!!