حُلة جديدة لحرب الأحزاب
تتعمق التشققات الداخلية في الولايات المتحدة على أكثر من صعيد بعد هجوم الكابيتول, وتبدو الخلافات الحزبية على أشدها بين الديمقراطيين والجمهوريين الذي سبب لهما الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب المزيد من الكراهية والخلاف على أسس كانت حتى وقت قريب محط وحدة بينهما.
أفعال ترامب تحولت حرباً بين القطبين الأساسيين في واشنطن, أو الأصح من ذلك كانت استمراراً لحرب قديمة “انفلشت” علناً مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
ورغم أن التباكي على “الديمقراطية” المهدورة على أبواب الكابيتول لا يزال على أشده جراء صدمة الاختراق المصحوبة بكل أشكال الدموية والهمجية, إلا أن ذلك لم يوحد الحزبيين الرئيسيين في الولايات المتحدة.
يحاول الديمقراطيون تثبيت حكمهم مع نجاح جو بايدن في الانتخابات الرئاسية واستغلال أحداث الكابيتول لعزل مبكر لترامب قبل ما يقارب الأسبوع على انتهاء ولايته وتعزيز المكاسب في السيطرة على الكونغرس والبيت الأبيض معاً وإظهار بايدن المخلص المنتظر للبلاد من براثن ترامب.
الحزب الجمهوري يدافع هو الآخر عن ما تبقى له جراء خسارته المضاعفة أمام الخصوم, فهو من ناحية قدم الرئيس الأسوأ على مدى تاريخ البلاد وخسر أهم القواعد الشعبية في الولايات المختلفة وأيضاً لن يسيطر بعد الآن على البيت الأبيض أو مجلس الشيوخ أو مجلس النواب عندما يبدأ بايدن مهامه رسمياً في 20 كانون الثاني الجاري.
الخسارة الكبيرة للجمهوريين تعد انعكاساً حاداً لوصول ترامب إلى سدة الرئاسة وبالتالي خسارة واحد أو اثنين معاً من تلك المواقع الثلاثة يعد أمراً طبيعياً أما خسارة الثلاثة معاً باتت شيئاً مختلفاً لم يحصل سابقاً.
لم يستطع الجمهوريون الهرب من تراجع شعبية ترامب الذي يعد حالة نادرة لرئيس أميركي يخسر الولاية الثانية.
فقد خسر في الانتخابات الأخيرة أصوات الناخبين وأصوات المجمع الانتخابي معاً من دون أن يلغي ذلك أن ما يقارب 74 مليون أميركي صوتوا له وبالتالي بقي عدد لا بأس به من الأميركيين معجبين بالحالة التي يشكلها ترامب.
التجاذبات الحزبية تترافق مع انشقاقات داخلية مجتمعية هي الأخرى مرشحة لمزيد من التفاقم خلال القادم من الأيام.