ساعات قليلة ويودع العالم عاما ثقيلا، جثم على صدر الجميع، وخلف خسائر وكوارث لا تقل عن خسائر الحروب والكوارث.
هذه الفاتورة العالية والمكلفة، جعلت العالم يسابق الوقت لكي يعلن نهاية عام قاس آملآ ، أن يكون القادم الجديد يحمل ما هو أفضل.
ولما كان الحديث عن الأمنيا ،فليس أجدر منا نحن السوريين بأن نأمل أن يحمل لنا العام القادم السلام لبلدنا وشعبنا بعد عقد من حرب متعددة الوجوه فرضت علينا.
ولأن جهات الحرب الكبرى، لا زالت تحاول استكمال مخططاتها، فإننا أمام تحديات كبيرة، وقد تكون استثنائية ومصيرية، ليس على مستقبل بلدنا، بل على مستوى الإقليم والمنطقة.
أول التهديدات الخارجية تبقى أمريكية، فما رشح إلى الآن عن الإدارة الأمريكية الجديدة، يشير إلى اعتمادها على شخصيات معروفة بتوجهاتها المعادية، ما يعني المضي في المخططات السابقة، لجهة إبقاء الاحتلال لمناطق شرق الفرات، استنادٱ الى بيئات وتكوينات، أوجدتها هناك وفرضتها بالقوة لكي تكون حصان طروادة لما تريده واشنطن التي تستثمر هذه الكيانات وتحميها، علاوة على ان تلك التشكيلات الميليشيوية، تشكل عامل منع لعودة سلة غذاء وطاقة سورية إلى أبنائها.
كذلك ستبقى نقطة التنف وإدلب عوامل ضغط واستنزاف وتهديد بآن معٱ.
وبالتوازي مع الضغط العسكري، فإن الضغوط الاقتصادية والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرض خارج إطار القوانين الدولية، وتوسيع دائرتها تثقل كاهل السوريين كلهم بلقمة عيشهم وحبة دوائهم ووسائل تدفئتهم.
ويتمثل التهديد الثاني، بما لا يقل خطورة عما سبق، في المشروع التركي الأردوغاني وما أنجزه من الميثاق الذي يبني آماله على إحياء وجه تركيا الإمبراطوري.
ورغم ما يشاع عن خلافات بين نظام اردوغان والإدارة الأمريكية الجديدة ،فإن تركيا تبقى حجر الأساس الإستراتيجي لواشنطن.
والحال فإن تركيا بصورتها هذه أكثر أهمية لواشنطن من “إسرائيل” لمواجهة القوى الدولية الساعية إلى مواجهة أحادية القطب والهيمنة.
هذا ما يدركه اردوغان وسوف يدفعه إلى مزيد من الاعتداءات ومحاولات احتلال أراض سورية لخلط الأوراق ومحاولة الإمساك بأوراق قوة على الطاولة مستقبلا.
قد تكون الصورة بناء على هذا سوداوية لكن رغم ذلك فإنه لا مناص أمامنا إلا المواجهة وتحفيز واستنهاض عوامل القوة الذاتية ، وهي موجودة لكنها تحتاج إلى تظهير وحماية ، ولاسيما مع وجود إرادة سياسية قوية لتعزيز هذا.