تنافس فلكي ..!
كالعادة، مع بداية كل عام تتهافت القنوات التلفزيونية بمختلف اتجاهاتها لاستضافة هذه العرافة أو ذلك الفلكي الشهير، لتتسمّر الأنظار ليلة رأس السنة لسماع ما يخبئ لهم القدر من حظوظ جميلة أو على أمل أن تكون جيدة، هذا الطقس السنوي الذي بات الشغل الشاغل لغالبية الناس لفضولهم أو ربما لمرارة ما مرّ على أرواحهم من أوجاع ربما يريدون استجداء الأمل ولو بكلمة، إلى حد أن العرافين أصبحوا نجوم سهرة رأس السنة.
أمام هذا المشهد تنقسم الآراء بين مؤيد من باب التسلية والتفاؤل بمصداقيتها في بعض الأحداث لامتلاك أولئك قدرات روحانية ، وبين رأي منطقي معارض لتلك (الخزعبلات) والتي يرى فيها تسطيحاً واستخفافاً بعقول الناس. لكن أمام هذه الصورة الأمر المؤكد أنهم أصبحوا من راسمي خطوط المستقبل، بل يتعدى الأمر إلى السياسة والاقتصاد والبورصات مروراً باغتيالات الشخصيات المهمة، بل وصل الأمر بالبعض من العرّافات لأن تقول علناً إذا ما قابلت ذاك الأمير أو الملك ستحدد له من يخطط أو يحوك له المؤامرات.
ببساطة حتى المتعلمون أصبحوا يتابعون بجدية ما تقول لهم الأبراج..! والأخذ بنصيحتهم بدليل أن كتب الأبراج هي الأكثر مبيعاً في المكتبات .
والأخطر في الموضوع أنه لا يخفى على أحد وقوف جهات داعمة لأولئك العرافين، وهذا ما يدرجه البعض ضمن قواعد الحرب النفسية .. و تحقيق أرباح هائلة للجهات التي ترعاهم من مؤسسات اقتصادية أو تجارية وغيرها، والسؤال هنا لمصلحة من هذا الاستخفاف بعقول الناس وإبعادهم عن التفكير بالأهم ..؟! ليبقى الساذج وحده من يترك أوراقه للرياح ترتبها له كيفما شاءت..ووحده الذكي من يرتب أوراقه بنفسه.