الأمل يتجدد
ماذا سنذكر منك يا سفرجلة ..؟ سوى كل عضة بغصة،!! وماذا سنذكر منك يا عام 2020 سوى أننا كل يوم ننام ونستيقظ على معاناة جديدة؟
الحمد لله بضع ساعات وينقضي هذه العام إلى غير رجعة غير مأسوف عليه، فلقد جرّب المواطن فيه بما يكفي من ألوان الطعم المر، وأحس أن كل يوم فيه يعادل سنة، بما حمله من مآسٍ ومشاكل وويلات وصعوبات،… في حين يرى أصحاب الأزمات وتجارها أن هذه السنة كانت سنة خير عليهم فهي حملت لهم الأموال الطائلة فلم يتركوا باباً أو زاوية يمكن الاستفادة منها إلا وحشروا أنوفهم فيها .. يتفننون في اللعب والسمسرة لاستثمار احتياجات الناس واستغلال متطلباتهم، لملء جيوبهم المنتفخة على حساب جيوب الناس التي أفرغت تماماً وعلى حساب لقمة عيشهم وخبزهم ودفئهم وسعادتهم وابتسامتهم، بصمت وبمباركة ومساعدة من أصحاب النفوس الضعيفة من بعض الجهات .. والذين هم بدورهم ملؤوا جيوبهم، ضاربين عرض الحائط بكل النتائج السلبية والظروف الصعبة التي يعيشها المواطن الذي ازداد فقراً وجوعاً.
فكان هذا العام عام غلاء وتراجع القوة الشرائية بامتياز، حتى أصبح الكثيرون يخافون من الدخول إلى المحلات التجارية أو مجرد النظر إلى الأرقام الفلكية للأسعار، وبات المعاش لا ينفع معه كل غرف الإنعاش لإنعاشه، كما كان هذا العام عام المصائب والحرائق التي قضت على آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والغابات الخضراء، و عام الكهرباء بامتياز فالتقنين الطويل لا أحد يستطيع أن ينافسنا به، أيضاً كان عام البطاقة الذكية وعثراتها ….
كما لا يمكننا أن ننسى أن هذا العام كان عام الأغنياء الذين يدفعون بسخاء وبدون حساب وبأرقام فلكية مرعبة لسنا قادرين على تخيلها أو التلفظ بها كأسعار للسيارات الفارهة أو الموبايلات أو لحفلات رأس السنة أو لحفلات الأعراس أو أعياد الميلاد لأبنائهم، في حين نحن أحوج ما نكون لتوظيف تلك الأموال بمشاريع إنتاجية.
القائمة تطول وأكتفي بهذا القدر كي نترك فسحة للأمل والتفاؤل بالعام الجديد لعله يقلب الطاولة أمام كل التحديات ليحمل الخير والسعادة والعيش الكريم للمواطن الذي يستحق كل الخير لما قدمه ويقدمه من تضحيات تفوق كل تصور للدفاع وحماية الوطن، وكل عام وأنتم بألف خير.