لا أدري؛ أهو حظي العاثر أم إن هناك من يتقصّد تعكير مزاجي «الرائق جداً» خاصة ونحن نخرج بأمان من بطن عام التهم كلّ ما فينا، فقد فاتني حضور المزاد الذي أقيم لبيع سيارات قد لا تروقني رغم أنها فارهة جداً، فقد كنت أنوي الحضور وبفاعلية كبيرة، بل وأزاحم للحصول على سيارة واحدة على الأقل، ولا يهمّ السعر نهائياً، لكن صار ما صار والعوض على الله، وهذا ما أدى لإصابتي بالاكتئاب والإحباط وكلّ المصطلحات ذات الصلة.
مضت أيام وأنا لا أصدق كيف «فلت» مني هذا المزاد الذي كنت سأخرج منه بقرشين كما يقول أصحاب «البزنس»، فجأة انفرجت أساريري كلها دفعة واحدة بعد أن قرأت خبراً يؤكد اعتزام الفاضلة (هيفا) إحياء حفل فني في دمشق ليلة رأس السنة خاصة أنني وبسبب عدم مشاركتي بالمزاد كثرت «الواوا» في جسمي..
قالوا: إن قيمة التذكرة الواحدة 200 ألف ليرة من دون «الحباشات» التي قد تصل إلى 500 ألف.. رغم ذلك استعدت نفسياً لذلك وبدأت باختيار الأشخاص الذين سيحضرون معي على الطاولة، ولا أقبل إلا أن تكون على «البيست» وقد يفضي ذلك إلى شفائي من «الواوا»، لكن فرحتي بالخروج من كل الحالات النفسية السيئة لم تكتمل خاصة بعد بيان وزارة السياحة التي نفت فيه نفياً قاطعاً أن يكون هناك حفل فني لا لهذه الفاضلة ولا لغيرها؛ لملمت نفسي وعدت أدراجي إلى ذاتي لأجد أولادي يمزقون آخر ربطة خبز حصلت عليها بعد انتظار ساعات أمام المعتمد وأنا أتملقه بكل عبارات النزاهة الغائبة عنه، هنا أدركت أن هناك من يتقصّدني أنا المواطن الصالح، والمصّر على سلبي كل لحظات الفرح!!