«مهورنين»!

لم تعد مشكلتنا اليوم مع الشخص «المكورن»، فهذا له «الكمامة والبخاخة», وتطبيق الحكمة الشهيرة التي تقول: «بعيد عن الشر وغنيلو».. أما الشخص «المهورن» فلم يرد ذكره في بيانات المسؤولين الذين يصرعوننا ليل نهار بأنهم مشغولون بسلامتنا ولقمة عيشنا وراحة بالنا كمواطنين صالحين.. ورغم أن «المهورنين» يملؤون البلد ويمارسون «الهورنة» في الأسواق والمؤسسات وحافلات النقل والبقاليات، إلا أن أحداً من أصحاب الشأن لم يحرك ساكناً لمكافحة «الهورنة» التي لا تنفع معها كمامة ولا يكافحها «بخاخ سبيرتو», ولا حتى خلطة سحرية من «البزورية» كتلك التي تستخدم لمعالجة «القولون العصبي» والصداع النصفي و«كريزات الكلاوي» وهلمّ جرّاً..!.
«الهورنة» يا جماعة جعلت «باكيت» الدخان الوطني تضاهي في سعرها الدخان الأجنبي، وهي نفسها جعلتنا مستوردين للسكر بعد أن كنا مصنعين له.. كما أدت «الهورنة» إلى «فلتان التكاسي» من من دون عدادات، وسير «السرافيس» بلا حسيب أو رقيب، عدا عن الأسعار والرشاوى وبيع المنتجات الفاسدة، فـ«الهورنة» كانت قادرة في كل مرة على إبهارنا بفعل خططها الذكية وقدرتها على الإفلات والظهور بمظهر الحمل الوديع، إلى درجة أن بعض الناس صاروا يحلمون بأن تتاح لهم الفرصة لـ«يتهورنو» أسوةً بمن فُتحت لهم طاقة السعد وحالفهم الحظ في جني الثروات من القطاع العام «حمّال الأسية» والقطاع الخاص آكل البيضة و«التقشيرة» بفعل التغاضي والتعامي وغضّ البصر عن وباء «الهورنة» رغم أنه أخطر من «الكورنة» بكثير!.
لقد أثبتت الدراسات أن «الهورنة» تلتقي مع «الكورنة» في كثير من النقاط، إحداها أن يكون استمرار الدوام في المدارس نوعاً من مكافحة «الكورنة» على عكس ما يجري في دول العالم التي أغلقت كل شيء كي تحد من انتشار الوباء.. ومن مظاهرها أيضاً أن يسترسل أحد المسؤولين بالتفاؤل ليقول: إن لقاح «الكورنة» لاشك في الطريق إلينا، وهو غير قادر على تنظيم الدور على المخابز أو على «قناني» الغاز وكازيات البنزين..
بقي أن نشير إلى أن «الهورنة» تزدهر كثيراً, حيث تنتشر«الخورفة»، وكما يقول المثل العربي القديم: «يا هارون مين هورنك؟.. قّلو: كتر الخورفة».. عرفتوا كيف؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار