أزمات.. لمشعلي الأزمات.. ارتداد وانعكاس

لماذا امتنع بنو سعود عن تزويد حليفهم هادي وقواته بالمخصصات المادية التي رصدوها له في حربه على معارضيه من المواطنين اليمنيين، وتالياً على من تحاربه السعودية في اليمن، وتلقي بظلال عدوانها الهمجي والدموي عليه، وهي مازالت، رغم مامنيت به من إخفاقات، تمعن قتلاً وتشريداً بالشعب اليمني، في عدوان عبثي التدمير لا طائل منه، غربي الأجندات والأهداف، في الوقت الذي يتلقى فيه إرهابيو «حلب» أو إرهابيو واشنطن «المعتدلون» الأوامر من السعودية وأمريكا بعدم المغادرة والتصعيد الدموي وقتل حتى الأطفال في مدارسهم؟!
وفي الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد السعودي يهتز على وقع انهيارات اقتصادية ومجتمعية ومالية بدأت تطول دولة النفط الوهابية التكفيرية التي اتخذت من فكرها الظلامي سلاحاً لغزو دول الاعتدال الفكري والإسلامي، وقد جندت لذلك مرتزقتها الإرهابيين لنشر ظلام فكرها المتطرف الذي لايعدو كونه نفايةً فكرية في سورية والمنطقة، والذي ارتدّ انعكاسات كارثيةً على العالم وإرهاباً منظماً، لم يحسب الغرب الذي استثمره ورعاه ودعمه حساباً لما ستؤول إليه الأمور، وأنه سيجني ماتزرعه يداه من دون اكتراث بتحذيرات الدولة السورية، فأرخوا له العنان في سورية، وغضوا الطرف عن جرائمه، تحت مسمّيات تضليلية، سيحصدون نتائجها، أو باتوا يحصدون نتائجها دماً وتدميراً، على وقع الصمود الأسطوري للدولة السورية وحلفائها الذين شكلوا السدّ المنيع والمتين في وجه تنفيذ أخطر مشروع تقسيم عرفه التاريخ، لدولة ذات سيادة وقدرة على المقاومة أذهلت العالم، على الرغم من كلّ التضليل، والتسييس، والكذب، والادعاءات المفبركة، وشراء ضمير وصوت المؤسسات والمنظمات العالمية الأممية، والحقوقية، وماتسمى «الإنسانية»، زوراً وبهتاناً.
في هذا الوقت، توقف السعودية رسمياً تمويل عناصر هادي في اليمن بسبب العجز المالي الذي أصاب الميزانية السعودية، وتبلغه بضرورة البحث عن مصادر تمويل أخرى للمسلحين، لكنها مع ذلك لاتوقف عدوانها، فماذا يعني هذا؟! وبخاصة أن بني سعود، شكلوا بتضامنهم ومسارهم الواحد مع «إسرائيل» خطاً واحداً ظاهراً ومعلناً، من حيث وحدة المصير والتوجه الذي باتت معطياته تطول سورية والمنطقة، على نحو لم يسبق له مثيل، ولاسيما إبراز صورة التكافل والتضامن بينهما، وبخاصة أن «إسرائيل» و«السعودية» تعيشان وقتاً حرجاً الآن يجعل كلاً منهما بحاجة للأخرى في غمرة تراجع المشروع الإرهابي وإخفاقه في بلورة أهدافه وأجنداته.. هذا المشروع الذي جرّ الويلات على مخطّطيه، وداعميه، والساعين إلى تحقيقه.. باتساع دائرة الإرهاب المنظم وتفرع تنظيماته التي باتت تشكل الخطر الأكبر على دول الغرب الداعم له وعلى سلام وأمن شعوبه.
فالأزمات المرتدة إلى عمق من أشعل الأزمات، وافتعل حروبها، وخطط للعدوان فيها، جعلته مضطرباً، يلفه الكذب والنفاق والتضليل، وماموقف مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، وهي تنقل الكذب، وتتبنّاه إلا عار جديد يضاف إلى سجل أكاذيب رعاة الإرهاب، والمقتنعين به، في ظل التضليل الذي باتت تتزيّا به مواقفهم وتصريحاتهم، بغية تثبيت صور الفبركات والاتهامات الكاذبة، وليس أولها ولا آخرها الموقف الأوروبي الشائن من وسائل الإعلام الروسية التي تنقل الحقيقة وتعرّي الإرهاب ورعاته… هذه المواقف التي تسعى إلى عكس الحقائق وتسويق الأكاذيب وتشويه الحقائق خدمةً لتوثيق وجهات نظرهم العاجزة أمام إنجازات الجيش العربي السوري وحلفائه التي يسندها إعلام حرّ، صارت بفضله صورة الحقيقة البشعة للإرهاب ومنشئيه ومتبنّيه ومموليه، تبدو ظاهرةً واضحةً، بما فيها  من مجازر وجرائم، إذ لايعرف أصحابها إلا لغة الدم طريقاً.
وفي غمرة العجز الدولي عن لجم رعاة الإرهاب، تظهر مشروعات فاسدة وتختفي، ليظهر غيرها، والغرب المأزوم ذو الدور المشبوه في سورية والمنطقة يعلم علم اليقين، أن الإرهاب الذي تمدّد إلى أراضيه سيطوله في نهاية المطاف، إذا لم يكن لدى هذا الغرب بدوله الاستعمارية، من فرنسا، وبريطانيا، وأمريكا، أدنى تفكير في أن مشروعهم الاستعماري فشل وتهاوى، واليقين بأنه لن تقوم له قائمة، مادامت سورية دولة السيادة والمقاومة تعرف كيف تدافع عن أراضيها، يداً بيد مع كل الحلفاء والأصدقاء الذين يدافعون عن سيادة سورية وحقها في تقرير مصيرها وكنس قذارات الإرهاب وداعميه عن أراضيها حمايةً لأمنها وأمن العالم أجمع.
Raghdamardinie@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار